“التهديد القادم من الشرق” معضلة صهيونية لا حل لها
21 سبتمبر || تقرير _ إسماعيل المحاقري:
الاستعانة بـ”ثاد” الأمريكية يؤكد سقوط “مبدأ الحماية والإنذار المبكر”
في الأسابيع الأولى من العدوان على غزة كانت الحاجة الصهيونية للتدخل الأمريكي المباشر ضرورية في المسرح البحري لرفع الحصار اليمني عن الموانئ المحتلة وحماية سلاسل إمدادات العدو التجارية. وفي ظل الفشل في توفير الحماية المنشودة ومع ارتفاع معدل القصف على “تل أبيب” أضحت الحاجة لهذا التدخل أكثر من ضرورية لتوفير الأمن لملايين من المستوطنين الذين يتزاحمون ليل نهار أمام بوابات الملاجئ خوفا من الصواريخ والمسيرات اليمنية.ونظرا للإخفاق المتكرر للدفاعات الجوية الإسرائيلية متعددة الطبقات في اعتراض المسيرات والصواريخ فرط صوتية؛ تم الإعلان عن تفعيل نظام الدفاع الجوي الأمريكي “THAAD”، لأول مرة في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن على الكيان الصهيوني.ونظام “THAAD” هو نظام دفاع جوي متقدم تم تطويره بواسطة شركة لوكهيد مارتن لصالح وزارة الحرب الأمريكية لاعتراض الصواريخ الباليستية في المرحلة النهائية من رحلتها، أي عندما تكون في طريقها إلى الهدف. وما يميز النظام الأمريكي على الورق هو قدرته على العمل داخل الغلاف الجوي وخارجه، لكن هذه الميزة لم تكن مقنعة وذات جدوى في أدائها العملياتي في الأراضي السعودية حتى تحل معضلة الصهاينة، إذ تعرضت المنشآت النفطية الأكثر حيوية في العالم لضربات أدت في “خريص وبقيق” إلى وقف نصف إنتاج المملكة من النفط، وهو ما أحدث اضطرابا في سوق الطاقة العالمية.
مبدأ “القدرة على الحسم” بعيد المنال في اليمن
ما أقره الأمريكي من صعوبة التأثير على اليمنيين وفشل قوى الغرب في الحد من قدراتهم يصدقه الإسرائيلي، ويتعاطى معه، مع الاعتراف بالتطور اليمني التكنلوجي في ما يخص الصواريخ والمسيرات واختلاف التهديد اليمني عن أي تهديد آخر. وفي حديث الخبراء العسكريين الصهاينة في عدد من القنوات والصحف العبرية ما يؤكد حقيقة عدم قدرة “تل أبيب” على الحسم في اليمن، وأن عمليات القصف اليومية تذكّر بأن القضية كلها بعيدة عن أن تنتهي.يدرك العدو الإسرائيلي أيضا أن التضاريس الجغرافية تخدم اليمن، لذلك فهو لا يفكر -بالمطلق- بتحريك جيوشه لاحتلال منطقة هنا أو هناك، فتعقيدات الجغرافيا أفشلت تحالف العدوان السعودي الأمريكي على مدى عقد من الزمن، وأسقطت امبراطوريات على امتداد التاريخ، وفي حرب الصواريخ والمسيرات طوّع الإنسان اليمني هذه الجغرافيا لتكون عامل تحصين مثالي عبر حفر الأنفاق في بطون الجبال؛ ليتم استخدامها مواقعَ لتصنيع الأسلحة وتخزينها بعيدا عن قدرة العدو على استهدافها.حرب السنوات الماضية استفاد منها المقاتل اليمني في فهم استراتيجيات المواجهة وتكتيكات المناورة والتخفي واستخدام الأسلحة عابرة الحدود، مع العلم أن المواجهة كانت أصعب لناحية الأعداد الكبيرة لأسراب طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي من السعودية والإمارات والمغرب وغيرها من الدول، ولناحية قرب المسافة حيث لا يستغرق وصول الطيران الحربي من القواعد السعودية إلى الأجواء اليمنية سوى ربع ساعة بخلاف الوقت الذي تحتاجه طائرات العدو الإسرائيلي والجهد المضاعف لشن غارات محدودة رغم مشاركة 100 طائرة معادية، وهذا ما يمكن استنتاجه من العدوان الدعائي الأخير.التركيز على تصنيع أنواع محددة من الأسلحة كالمسيّرات والصواريخ المجنحة والبالستية -بما فيها الصواريخ فرط صوتية- يؤكد وجود أدمغة يمنية قادرة على تطويع التكنولوجيا بما يلبي احتياجات الميدان ويواكب التطورات التي تضمن كسر تفوق الأعداء.