اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرالقضية الفلسطينيةتقارير

جريمة الإبادة في غزة مستمرة مع تدمير ما تبقى من مستشفيات في القطاع

21 سبتمبر

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تعرض المستشفى الإندونيسي لقصف مروع قبل يومين، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين، بينهم مرضى وأطباء ومسعفون، هذا الهجوم يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية التي تحظر استهداف المنشآت الصحية والمدنيين في النزاعات المسلحة.

وبدعم أمريكي ترتكب “إسرائيل” منذ الـ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في الـ 21 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

ومنذ عقود يحتل الكيان الغاصب الصهيوني أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، ويرفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة.

تفاصيل الجريمة الصهيونية

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، اكتمال عمليته في منطقة المستشفى “الإندونيسي” شرق جباليا شمال قطاع غزة وقتل 5 فلسطينيين واعتقال آخرين، ضمن حرب إبادة جماعية يرتكبها منذ أكثر من 14 شهرا.

وقال الجيش، عبر منصة إكس، إنه استكمل، بمشاركة جهاز الأمن العام (الشاباك)، ما زعم أنه “نشاط مركز لإحباط إرهاب في منطقة المستشفى الإندونيسي”.

وتابع: “قوات لواء غفعاتي، تحت قيادة الفرقة 162، عملت في المنطقة منذ ليل الاثنين بعد ورود معلومات استخباراتية حول وجود مخربين وبنى تحتية إرهابية”، وفق زعمه.

وادعى أنه “على مدار الشهر الماضي، تم إطلاق صواريخ مضادة للدروع على قواتنا من منطقة المستشفى، كما تم زرع عبوات ناسفة وفخاخ في محيطها”.

الجيش الإسرائيلي أفاد بأنه قتل في هجومه 5 فلسطينيين واعتقل آخرين داخل المستشفى وفي محيطه، وفق البيان.

وفي وقت سابق ، قال شهود عيان للأناضول: إن آليات للجيش الإسرائيلي تقدمت في محيط المستشفى، تزامنا مع غارات جوية وإطلاق مكثف للنيران.

وأضاف الشهود: إن الجيش أجبر مَن بداخل المستشفى الخارج عن الخدمة من طواقم طبية ومرضى ونازحين على الإخلاء الفوري والتوجه لمدينة غزة، وسط إطلاق كثيف للنيران صوب بوابته وقصف على محيطه.

وتزامن الهجوم على المستشفى الإندونيسي مع قصف إسرائيلي لكل من مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.

كما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف وتفجير المنازل والمباني في محيط مستشفى كمال عدوان، وفق شهود عيان، وبذلك تكون مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة الثلاثة تحت الاستهداف والحصار الإسرائيلي.

استهداف القطاع الطبي: جريمة مستمرة

الهجوم على المستشفى الإندونيسي ليس الحادث الوحيد، بل يمثل جزءًا من حملة ممنهجة تستهدف القطاع الطبي في غزة، وتشير التقارير إلى أن أكثر من نصف المستشفيات في القطاع تعرضت لأضرار مباشرة أو غير مباشرة بسبب القصف الإسرائيلي، بما في ذلك مراكز الإسعاف الأولية والعيادات الصحية، هذه الهجمات المتكررة تُفاقم من أزمة الرعاية الصحية وتضع أرواح آلاف المرضى على المحك، وخاصةً مع شح الموارد الطبية والأدوية بسبب الحصار المستمر.

الهجمات لا تقتصر على المباني، بل تمتد لتشمل استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، ما يعرقل جهود الإنقاذ ويزيد من أعداد الضحايا، كما تعرضت سيارات إسعاف عدة للقصف أثناء محاولتها إخلاء الجرحى، في انتهاك واضح لكل الأعراف والقوانين الإنسانية.

استهداف المدنيين: سياسة ممنهجة

الهجوم على المستشفى الإندونيسي ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي في سياق حملة إبادة جماعية تستهدف المدنيين في غزة، حيث تسعى قوات الاحتلال إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بالسكان من خلال قصف المنازل والمدارس والأسواق والملاجئ، وهي أماكن يفترض أن تكون آمنة، وتشير التقارير إلى أن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال، في مشهد يعكس الوحشية والتجرد من الإنسانية.

الأطفال: الضحايا الأكبر

تشير الإحصائيات الصادمة إلى أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من الشهداء في قطاع غزة، حيث يتم استهدافهم بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال القصف العشوائي للمنازل والمدارس.

صور الأطفال الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض أصبحت رمزًا للألم والمعاناة التي يعيشها القطاع، ولا يقتصر الأمر على الشهداء فحسب، بل هناك آلاف الجرحى من الأطفال الذين يعانون من إصابات خطيرة ستترك آثارًا دائمة على حياتهم.

أحد الأمثلة المؤلمة كان قصف منزل عائلة بأكملها، حيث استشهد جميع أفراد الأسرة بمن فيهم الأطفال الذين لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم، هذه الجرائم تؤكد أن الاحتلال يستهدف المستقبل الفلسطيني من خلال قتل جيل بأكمله.

القانون الدولي والجرائم ضد الإنسانية

يعتبر استهداف المستشفيات والمدنيين جريمة حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، ورغم ذلك، تستمر “إسرائيل” في هذه الانتهاكات دون أي محاسبة دولية، يعكس هذا الصمت الدولي عجزًا واضحًا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي تقتل الأبرياء دون رادع.

صرخات استغاثة

أطلق العاملون في المجال الإنساني والطبي في غزة نداءات استغاثة للمجتمع الدولي للتدخل ووقف العدوان، فالمستشفيات في القطاع على وشك الانهيار بسبب نقص الأدوية والمعدات، إلى جانب استهدافها المباشر بالقصف، والوضع الإنساني أصبح كارثيًا مع تفاقم عدد النازحين والجرحى.

الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث تعاني النساء الحوامل والمرضى المزمنون والجرحى من عدم القدرة على الحصول على الرعاية اللازمة، تُترك العمليات الجراحية الحرجة في منتصف الطريق، ويضطر الأطباء للعمل في ظروف قاسية وسط انقطاع التيار الكهربائي ونقص الإمدادات.

دعوة للتحرك

إن ما يجري في غزة ليس مجرد نزاع مسلح، بل هو عملية إبادة تستهدف القضاء على كل مقومات الحياة في القطاع، والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم الدعم الفوري للمدنيين في غزة.

خاتمة

الهجوم على المستشفى الإندونيسي هو وصمة عار في جبين الإنسانية، ودليل جديد على وحشية الاحتلال الإسرائيلي، وإن استشهاد هذا العدد الكبير من الأطفال واستهداف القطاع الطبي يجب أن يكونا صرخة مدوية في وجه الصمت الدولي، كما يجب أن يتحول هذا الألم إلى قوة دافعة للمطالبة بالعدالة ووضع حد للمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فغزة تستحق الحياة، وسكانها يستحقون أن يعيشوا بكرامة وسلام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com