التوجّهات الإيمانية هزمت الطغاة والمستكبرين
محمد الضوراني
يُعتبر المنطلق الإيماني للقيادة الثورية، ممثلة بالسيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي – حفظه الله ورعاه – وبجانب الشعب اليمني والجيش المجاهد، أساسًا للتحرك الجهادي وفق المبادئ الإيمانية. يتمحور هذا التحرك حول قضية الأمة المحورية، وهي القضية الفلسطينية، ضمن محور المقاومة، الذي يضم رجال صدقوا مع الله وتوجهوا نحو الحق، دون أن يمالوا عن هذا السبيل الوحيد للراغبين في النصر والتأييد الإلهي في مواجهة الأعداء الذين يحملون الحقد والخبث ويخططون لمؤامرات ضد الأمة الإسلامية.
ما يحدث في غزة منذ أكثر من سنة وشهرين، هو خير شاهد على حقد هذا العدو وإجرامه الواضح أمام العالم. فقد سعى العدو الصهيوني، بمساندة الولايات المتحدة، جاهدين بكل الطرق والأساليب لإيقاف محور الدعم لفلسطين والشعب الفلسطيني، بهدف الانفراد بهم وإبادتهم واحتلال الأراضي الفلسطينية لتنفيذ مشروعهم الكبير المتمثل في “إسرائيل” الكبرى. يُعتبر هذا الهدف الاستراتيجي للكيان منذ بداية احتلاله للأراضي الفلسطينية، حيث امتد عدوانه ليشمل الشعب اللبناني والمقاومة في لبنان، بسبب أوجاع المقاومة وحزب الله للعدو الإسرائيلي. نتيجة لفشلهم في تنفيذ مخططهم في لبنان، بحثوا عن إيقاف الحرب وتوجهوا نحو سوريا، وتمددوا في احتلال مساحات كبيرة من الأراضي السورية، فضلاً عن ضرب كل القدرات العسكرية للشعب السوري ومقدراته.
إلا أن العدو تمادى في ذلك نتيجة لضعف الدولة السورية في هذه المرحلة، وضعف في اتخاذ القرار السياسي الذي كان ينبغي أن يكون ثابتًا في حماية قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين، والدفاع عن الأراضي السورية من أي استهداف صهيوني، مع وجود توجه شعبي نحو ذلك.
مع كل هذه التحديات، لا تزال جبهة المقاومة مستمرة وصامدة، وعلى رأسها جبهة اليمن التي تصدرت الموقف وأوجعت هذا الكيان وأرعبته بضربات دقيقة حققت أهدافها بنجاح، رغم كل التهديدات والضربات الجوية للعدو الصهيوني. لكن الشعب اليمني، بقيادته الحرة والشريفة وجيشه البطل، ظل متمسكًا برفض أي دعوات لثنيهم عن موقفهم الديني الجهادي المخلص لله، وواجهوا التحديات بوحدة إيمانية حقيقية نحو قضية الحق والعدل.
اليوم، بفضل الله وقوته، وتحرك الأحرار وثباتهم وإعدادهم للمعركة ضد الكيان الصهيوني وأمريكا، التي تُعتبر رأس الشر في هذا العالم، كسرت العمليات العسكرية الجديدة الطغاة والمستكبرين. فالتوسع في العمليات العسكرية من قبل الجيش اليمني هو نتيجة التوجه الإيماني السليم للدفاع عن الشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان على غزة المحاصرة، حيث يُقتل أبناؤها في جرائم لم يشهد العالم مثيلاً لها.
هذا الموقف هو إيماني وإنساني لن يتجاهله أي إنسان يخاف الله، ولا يخشى غيره. ومن لا يزال في قلبه ذرة من إيمان وحرية وعزة وكرامة، فلا يقبل أن يكون موقفه غير هذا المساند للشعب الفلسطيني المجاهد. العدو الصهيوني قد فشل، وكل ذلك بفضل الله، فهو أوهن وأضعف من بيت العنكبوت أمام المؤمنين الصادقين.
أما المتخاذلون والمطبعون، فلا مكان لهم في تاريخ العزة والجهاد والشرف والكرامة؛ فقد تخلوا عن هذه القيم وفقدوها من قاموسهم الإيماني والإنساني. إن موقفهم لن يؤدي إلا إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة. عاش الشعب الفلسطيني، وعاش الشعب اليمني، ومحور المقاومة، وكل الأحرار من أبناء هذه الأمة أحرارًا مستقلين، والخزي والعار والذلة والهوان والهزيمة للعدو الصهيوني والأمريكي ومن ساندهم.