مقالات

قادمون يا (غزة)

عبدالفتاح البنوس
مخجل حال مرتزقة السعودية والإمارات الذين يقدمون أنفسهم في صورة (كلاب حراسة) لكيان العدو الصهيوني بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء، يتسابقون على استعراض قواتهم والتي قالوا بأنها جاهزة لما أسموها بمعركة تحرير صنعاء، المعركة التي سبق وأن أعلنوا عنها منذ ما يزيد على عشر سنوات، معركة الانتصار لثقافة الخيانة والعمالة والارتزاق .
يفضحون أنفسهم بأيديهم، فيظهرون عندما يطلب منهم أرباب نعمتهم الظهور، ويختفون عندما يطلب منهم الاختفاء، يتحركون اليوم نزولا عند رغبة الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي عطفا على توجيهات السعودية والإمارات، يحشدون المرتزقة والمعدات والآليات العسكرية التي لا تمثل رقما بالمقارنة بكل ما حشدوه طيلة العشر السنوات الماضية من عمر عدوانهم على بلدهم الذي تنكروا له، وتجندوا تحت راية السعودية والإمارات من أجل تدميره والهيمنة عليه ونهب ثرواته ومقدراته.
يرفعون شعار قادمون يا صنعاء ، نصرة لتل أبيب، لأن صنعاء أوفت بعهدها لفلسطين وغزة، ووقفت موقف الثبات والعزة، دعما وإسنادا للمجاهدين والمستضعفين في بلاد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أزعجهم موقف صنعاء اليماني اليعربي الأصيل، أوجعهم حصار القوات البحرية للسفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر ، وأزعجتهم عمليات الدعم والإسناد اليمنية لإخواننا في قطاع غزة التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، قامت قيامتهم لأن اليمن فضحت أدعياء نصرة فلسطين الذين ظلوا يكذبون ويضحكون على الأمة لسنوات عديدة .
كنت ومعي كل الشرفاء على امتداد الأرض العربية أتمنى لو أن هؤلاء المرتزقة حشدوا الحشود، وجهزوا المعدات والآليات، وسخروا كل هذه الإمكانيات لمعركة (قادمون يا غزة) أو (قادمون يا فلسطين) أو (قادمون يا لبنان)، لأن هذه المناطق هي التي تستحق فعلا أن تحتشد لنصرتها الحشود باعتبار ذلك من الواجبات المقدسة، قياسا على حجم التوحش والإجرام الصهيوني الذي يمارس بحق إخواننا في فلسطين ولبنان، أما عاصمة العواصم صنعاء، فهي دائما في المقدمة، دائما في صدارة الموقف والمشهد الداعم والمناصر والمساند لغزة وكل فلسطين ولبنان .
غزة هي التي تحتاج لغيرتهم وحميتهم وحشودهم التي يروجون لها منذ فترة، والتي زادت وتيرة تصويرها والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا، غزة هي المدينة المنكوبة، المكلومة، المجروحة، المدمرة، المحاصرة المستباحة من قبل أحفاد القردة والخنازير، غزة هي الوجهة والقبلة الجهادية الأولى لكل شرفاء وأحرار الأمة، ولكن الله نزع من وجوه هؤلاء الحياء والغيرة، وباتوا أشبه بالحيوانات التي لا هم لها سوى إشباع غرائزها فقط .
من لم تكن قبلته الجهادية غزة فليراجع إسلامه، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، أما صنعاء يا أصحاب (قادمون يا صنعاء)، فهي بعيدة عليكم كما كانت وما تزال وستظل بفضل الله وعونه وتأييده بعيدة على أسيادكم الذين رفعتم معهم نفس الشعار منذ ٢٦مارس ٢٠١٥وحتى اليوم، وما دمنا مع الله في نصرة ودعم وإسناد غزة فإننا الغالبون والمنتصرون، ولن يحصد المرتزقة العملاء سوى الخيبة والخسران والهزيمة والانكسار والذل والهوان .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com