شهادة من الداخل تفضح الانتهاكات… جنود احتياط جيش الاحتلال يفضحون جرائم جيشهم
21 سبتمبر
الوحشية الصهيونية التي لم يتمكن حتى جنود الاحتلال من استيعابها جاءت تفاصيلها على لسان جندي احتياط خرج عن صمته ليفضح الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال العمليات العسكرية الأخيرة، والذي عبر عن الوضع بقوله ما يجري في غزة عصي على الهضم ونرتكب جرائم حرب ممنهجة.
اعتبر مراقبون أن هذا التطور الصادم، يمكن له أن يثير جدلاً واسعًا داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي وخارجه ما يلقي الضوء على ممارسات يُعتقد أنها قد تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وفقًا للقوانين الدولية.
كشف المستور
نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية شهادة جندي في الاحتياط عائد من خدمته في ممر “نتساريم” قال إن ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ”جرائم حرب ممنهجة”.
الجندي الإسرائيلي حاييم هار زهاف قال للصحيفة الإسرائيلية: إن “ما يجري في القطاع عصي على الهضم”، إذ إنّ “حياة الفلسطينيين أقل من حياة الكلاب هناك”، حسب وصفه.
وأضاف إنه ليس ثمة تقييدات حقيقية على إطلاق النار على الفلسطينيين، مشدداً على أنّ ما يرتكبه الجيش في القطاع “جرائم حرب ممنهجة”، إذ يتم تدمير المباني وإطلاق النار على أي فلسطيني يقترب من خط حدودي غير واضح في شمال قطاع غزة.
وتابع إنّ “القتل والتدمير يجريان من دون أي تمييز”، مؤكداً أنّ هذه السياسة لا تخدم أهداف الحرب.
الجندي الإسرائيلي أكد أنه، وبالتوازي مع هذه الجرائم، فإنّ الأهداف المُعلَنة للحرب، مثل إعادة الأسرى، لم تعد جزءاً من الخطاب، وفق “الميادين”.
وقال إنّ “الجزء الأكبر من هذه الحرب هو رماديّ ومعقد”، مشيراً إلى أنّ الذهاب إلى هذه الحرب كان مُبرَّراً في أعقاب أحداث يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلا أنّ الحقيقة هي أنها لم تجرِ، ولا في أي مرحلة من مراحلها، كـ”حرب عادلة”.
ويصف جندي الاحتياط ما يمارسه الجيش الإسرائيلي بـ”حرب أسود من السواد”، مؤكداً أن “جرائم حرب خطيرة ترتكب في إطارها”.
شهادات كثيرة
وفقًا لتسريبات جندي إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، تم تنفيذ أعمال قصف عشوائي للمناطق المدنية في غزة دون التحقق من الأهداف أو مراعاة لوجود مدنيين.
وأكد أن الأوامر العسكرية غالبًا ما كانت تهدف إلى “إحداث أكبر قدر من الدمار” دون الاكتراث بالضحايا الأبرياء، وذكر أيضًا أن عمليات التدمير الممنهج للبنية التحتية والنهب كانت جزءًا من سياسة غير رسمية تهدف إلى ترويع سكان غزة ودفعهم للهجرة القسرية.
تفاصيل الانتهاكات
أشار أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى ممارسات اعتبرها انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية الدولية، من بينها:
القصف العشوائي: حيث أوضح أن التعليمات لم تكن تميز بين أهداف عسكرية ومدنية، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال.
التدمير المتعمد: وصف كيف كانت الفرق الهندسية تُدمر المنازل والمؤسسات من دون سبب عسكري مبرر.
النهب والسرقة: تحدث عن عمليات منظمة لنهب الممتلكات من المنازل الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال كانت تتم أحيانًا تحت إشراف القادة.
الإهانات العنصرية: أشار إلى عبارات عنصرية كان الجنود يتبادلونها أثناء العمليات، وبعضها دعا صراحة إلى “إبادة الفلسطينيين”.
ردود الفعل داخل كيان الاحتلال
هذه الشهادة أثارت انقسامًا داخل المجتمع الإسرائيلي. بينما دعا البعض إلى فتح تحقيق رسمي في هذه المزاعم، ألقى آخرون باللوم على الجندي، متهمينه بالخيانة وتشويه صورة الجيش، ومع ذلك، فإن أصواتًا من داخل “إسرائيل” وخارجها تطالب بمساءلة القيادة السياسية والعسكرية عن هذه الجرائم.
أبعاد دولية
جاءت هذه الشهادة في سياق تحقيق استقصائي نشرته صحيفة واشنطن بوست، وثّق بالفيديو والصور انتهاكات مشابهة في غزة، بما في ذلك أعمال قصف وتدمير ونهب، يُعتقد أن شهادة الجندي ستضيف مزيدًا من الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه “إسرائيل”، وخصوصًا أن هذه الأفعال قد تُصنّف كجرائم حرب.
المسؤولية الأخلاقية والقانونية
تسلط شهادات الجنود المتتالية الضوء على دور الجنود أنفسهم في فضح الانتهاكات، في حين أن بعضهم يلتزم الصمت خوفًا من العقوبات أو النبذ الاجتماعي، يبرز آخرون شجاعة استثنائية في كشف الحقيقة.
في النهاية، تبقى هذه الشهادات والمواقف الفردية جزءًا من الجهود المبذولة لضمان العدالة والمساءلة، ليس فقط للفلسطينيين الذين يعانون ويلات الاحتلال، ولكن أيضًا لمستقبل أكثر إنسانية في المنطقة.
هروب للخارج
هذا وقد أشارت تقارير كثيرة عن اتساع ظاهرة سفر جنود احتياط في الجيش إلى الخارج خلال فترة الخدمة النشطة.
وأشارت تقارير إلى أن “المئات من جنود الاحتياط يقطعون خدمتهم العسكرية ويسافرون إلى الخارج لقضاء إجازة، دون إبلاغ قادتهم رغم أنهم خاضعون للأمر رقم 8 الخاص باستدعائهم بشكل طارئ لخدمة الاحتياط. وحسب التقارير، فإن الجيش الإسرائيلي ينكر الظاهرة، ويقول إنه ليس هناك جنود احتياط يسافرن للخارج خلال خدمتهم العسكرية دون علم القادة.
وقال موقع “كالكاليست”: إن لديه أسماء جنود غادروا إلى الخارج خلال خدمتهم العسكرية، ولم يعلم قادتهم بذلك إلا بعد خروجهم من “إسرائيل”، لافتا إلى أن الجيش سيحقق داخليا في هذه الحالات.