السيد القائد: مؤامرة أمريكية إسرائيلية لتغيير ملامح الشرق الأوسط واستهداف الأمة الإسلامية
21 سبتمبر |
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية، أن الحديث الأمريكي والإسرائيلي عن تغيير ملامح الشرق الأوسط يكشف عن وجود مشروع ومؤامرة خطيرة تهدف إلى استهداف شعوب وبلدان الأمة الإسلامية بشكل مباشر، حيث يسعى العدو لتحقيق أهدافه التدميرية والإجرامية ضد الأمة.
وأشار السيد القائد إلى أن هذا الاستهداف العدائي لأمتنا ليس أمرًا عاديًا، بل هو مخطط عميق يسعى لتحويل الشعوب والبلدان إلى أراضٍ مستباحة للإسرائيلي والأمريكي، بحيث يتحكمون فيها بشكل كامل ويخضعونها لسيطرتهم المطلقة. وأوضح أن هذا المشروع يشمل السيطرة على الأراضي، وإنشاء القواعد العسكرية، ونهب الثروات الطبيعية دون رقيب أو حسيب، بالإضافة إلى تغيير الهوية الدينية والثقافية للأمة من خلال التدخل في المناهج الدراسية والخطاب الديني.
وبيّن السيد القائد أن الأعداء يسعون كذلك إلى تأسيس اتجاهات جديدة داخل الأمة الإسلامية تحت عناوين دينية ومذهبية، تُستغل لإشعال الفتن الداخلية والصراعات الطائفية، مما يسهم في تنفيذ مخطط “الشرق الأوسط الجديد” دون أن يتحمل الأمريكي والإسرائيلي أي تكاليف مادية أو بشرية، حيث تتولى الأنظمة والجماعات والتيارات العربية والإسلامية دور التمويل والتنفيذ لهذا المخطط التدميري.
وأوضح السيد القائد أن هناك أنظمة عربية تتحمل مسؤولية التمويل وأخرى تنفذ المخططات لتدمير الأمة من الداخل، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى لهذا المشروع تشمل فرض حالة ما يسمى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتدمير العوائق التي تحول دون تصفية القضية الفلسطينية، لتتبعها المرحلة الثانية التي تهدف إلى تمزيق الأمة إلى كيانات كثيرة ومبعثرة.
وأضاف أن الدول الكبرى في الأمة مستهدفة لتحويلها إلى دول صغيرة، بحيث تتجزأ كل دولة إلى دويلات صغيرة وكنتونات ضعيفة، مما يتيح للعدو الإسرائيلي توسيع سيطرته لتشمل أراضي الشام بكاملها، وأجزاء من مصر والعراق والمملكة العربية السعودية.
وأشار السيد القائد إلى أن من المؤسف جدًا أن كل العناوين التي غابت تجاه المأساة الكبرى للشعب الفلسطيني ستحضر عندما تكون المسألة جزءًا من المخطط الأمريكي والإسرائيلي، مبينًا أنه عندما يحرق الإسرائيلي المصاحف، ويهدم المساجد، ويدمر المسجد الأقصى، ويسب رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، ويقتل المسلمين كبارًا وصغارًا، ويجوع الملايين، لا نجد المسؤولية الدينية كعنوان لدى الكثير من أبناء الأمة.
وشدد السيد القائد على أنه في إطار مخطط الشرق الأوسط الجديد، ستكثر الشعارات الجهادية والاستشهادية، وستُرفع الرايات والتكبيرات، ولكنها ستكون موجهة لخدمة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية. وأوضح أنه عندما يتعلق الأمر باستهداف شعب هنا أو هناك ضمن هذا المخطط، ستظهر العناوين العربية التي كانت غائبة تجاه الجرائم الإسرائيلية في فلسطين.
وبيّن أن الجامعة العربية قد تجتمع في إطار المخطط الأمريكي، بخطابات نارية وعبارات قوية، تختلف تمامًا عن مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، وفي هذا السياق ستُرفع شعارات الحضن العربي والأمن القومي العربي وتهديد المصالح، وستصاحبها حملات إعلامية مكثفة وأعمال عنف وتدمير.
