اخبار دولية وعربيةاخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

العمل التعاوني المشترك.. ركيزة أساسية للتنمية

يحيى الربيعي

يعتبر العمل الجماعي أحد العوامل الرئيسية التي تساعد في تحقيق الأهداف، ففي عصرنا الحالي، أصبحت معظم المهام والمشاريع تتطلب تعاونًا وتنسيقًا فعالًا بين الأفراد لتحقيق النجاح وتحقيق الهدف المشترك، فعندما يعمل الأفراد كفريق واحد، يمكنهم تحقيق نتائج أفضل وأكثر فعالية من العمل الفردي. يوفر العمل الجماعي العديد من الفوائد مثل الابتكار والإبداع، ويزيد الكفاءة وجودة الأعمال، ويساعد في تحسين وزيادة الإنتاجية. .

السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، تطرق إلى الموضوع في كلمته خلال تدشين برنامج التنمية المحلية والعمل المشترك بين أجهزة الدولة ومكونات المجتمع، ، 18 أكتوبر 2022، والذي أكد على أهمية العمل التعاوني المشترك بين الحكومة والمجتمع. وشدد على أن “المسؤولية هي في الأساس مسؤولية جماعية، تتكامل فيها الأدوار، وتتظافر فيها الجهود. فإدارة شؤون المجتمع والعمل لإقامة القسط وخدمة الأمة تتطلب هذا التعاون الفعّال لتحقيق نتائج كبيرة، وعظيمة، ومهمة.”

وأشار السيد القائد إلى أن التعاون بين الجهات المركزية والمحافظات هو مسألة ضرورية لتحقيق النجاح، قائلاً: “لابدَّ من التعاون ما بين الجهات المركزية: الوزارات، والمؤسسات في صنعاء، وما بين المحافظات، هذا التعاون والتنسيق والتفاهم وبروحٍ أخوية هذه مسألة ضرورية؛ لتحقيق النجاح الكبير، وللوصول إلى النتائج المهمة فالتعاون والتكامل يحققان نتائج كبيرة ويجلبان البركة من الله “سبحانه وتعالى.”

إن التفاهم والتنسيق والتكامل والأخوة والاستفادة من الأفراد على مستوى التفكير والابتكار والخطط والتدبير والمجهود العملي هي مسألة أساسية للنجاح. فالمجهود الفردي مهما كان مخلصًا يبقى محدودًا مقارنةً بالمجهود الجماعي.

 

فكرة “فرسان التنمية”: تلبية الاحتياجات المجتمعية

في هذا السياق، يُعتبر العمل المجتمعي التنموي التطوعي من الركائز الأساسية للمشاركة المجتمعية في التنمية. وقد تبنت مؤسسة بنيان التنموية هذا المسار من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة التوعوية والتدريبية المترابطة، بهدف خلق مجتمع واعٍ ومتشبث بهويته الإيمانية وأصالة قيمه.

تؤمن مؤسسة بنيان بأن الله مع المحسنين وأن رؤية وأهداف المؤسسة في التنمية يمكن تحقيقها من خلال بناء وتأهيل فرسان التنمية وتفعيلهم، بل تسعى أن يقودوا هم بأنفسهم عملية التغيير والتنمية في البلد والمنطقة، وذلك بعد تمكينهم روحياً ومعرفياً ومهارياً في جميع التخصصات المتعلقة.

تأتي فكرة “فرسان التنمية” تلبيةً لاحتياج المجتمعات المحلية، وخاصة الريفية، لتوفير المعرفة والخبرة في مختلف المجالات. هذا الاحتياج يستنزف من المجتمعات جهودًا كبيرة ويتسبب في إهدار المال في التنقلات والاتصالات وتكاليف نزول المهندسين والمختصين من المدن والمرافق في المحافظات.

“فرسان التنمية” هم من أبناء هذه المجتمعات الذين تلقوا تعليمهم في الجامعات والمعاهد المتخصصة وعادوا إلى قراهم. هؤلاء الشباب لديهم رغبة في خدمة قراهم ومناطقهم بما تحصلوا عليه من علم ومعرفة. العمل التطوعي يوفر لهم الفرصة لتنظيم هذه الرغبات في أطر مؤسسية ومسارات منطقية تحقق الفائدة المرجوة بشكل منظم.

من هنا جاءت فكرة “فرسان الهندسة”، حيث تقوم المجتمعات المحلية عبر السلطات المحلية والفعاليات المجتمعية باختيار الشباب، وتدريبهم في مؤسسة بنيان التنموية على أساسيات العمل الطوعي والمبادرات المجتمعية. يتم ربط هؤلاء الشباب بالجمعيات التعاونية الزراعية متعددة الأغراض في مديرياتهم، مما يوفر للمجتمع الخبرات الفنية وقادة مجتمعيين من أبنائه يتولون إدارة عملية التنمية والتنظيم والتخطيط لها.

إطلاق وحدة التدخلات التنموية المركزية الطارئة

أطلقت وحدة التدخلات التنموية المركزية الطارئة لاستهداف كافة المحافظات الحرة، بالتدخلات التنموية لإسناد الجهد الشعبي الطوعي المتمثل في المبادرات المجتمعية. هدف هذه الوحدة هو إقالة التعثر وإسناد المجتمعات غير القادرة على توفير المواد التشغيلية ذات الكلفة العالية أو المعدات الثقيلة، مما يعزز من إحداث الانتقال في الاستراتيجية التنموية من حالة التحرك العفوي إلى العمل التعاوني المنظم والموجه.

 

استجابة طارئة ودعم متواصل

أوضح مدير إدارة الاستجابة الطارئة بمؤسسة بنيان التنموية، الدكتور علي الجرحزي، أن الإدارة تعمل بالشراكة مع وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية (سابقًا)؛ الإدارة والتنمية المحلية والريفية (حاليًا) في تنفيذ ثلاث تدخلات رئيسية:

التدخل الأول: يتمثل في رفع قدرات مجاميع من الشباب خريجي كليات الهندسة في العمل الطوعي والمشاركة المجتمعية، على أن يُشار إليهم مستقبلاً بـ “فرسان الهندسة”.

التدخل الثاني: يركز على دعم المبادرات الاجتماعية والاقتصادية من خلال إجراء دراسات فنية هندسية للمبادرات المجتمعية، بالإضافة إلى المتابعة والإشراف على توزيع مادتي الأسمنت والديزل في مجالات حيوية مثل الطرق والمياه والتعليم والصحة المقدمة من وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة على هذه المبادرات في المحافظات والمديريات.

تبدأ الإدارة بتحفيز المجتمعات واستقبال طلبات الإسناد لتنفيذ تلك المبادرات، من خلال تشجيع الأفراد والمجموعات على تقديم أفكار مشاريعهم واحتياجاتهم. بعد تلقي الطلبات، يقوم الفريق الفني بتنفيذ الدراسات اللازمة للمبادرات وتجهيز مصفوفات الكميات المطلوبة من المواد اللازمة.

تُجهز الإدارة كافة الوثائق المتعلقة بالمبادرات المجتمعية، مما يسهل عملية المتابعة والتقييم. يتولى الفريق متابعة توريد مساهمات الوحدة من مادتي الأسمنت والديزل، لضمان توافرها في الوقت المناسب للمشاريع. وبعد ذلك، يتم صرف هذه المساهمات وفقًا للاحتياجات الفعلية للمبادرات.

المتابعة والإشراف جزء أساسي من عمل الإدارة، حيث يقوم الفريق بإعداد تقارير الإنجاز وتقديم خلاصات دقيقة لمراحل التنفيذ، بالإضافة إلى متابعة سجلات الشطب للكميات المصروفة. وعندما تنتهي المبادرات، يتم إغلاقها بشكل رسمي بعد التأكد من إتمام جميع المهام بشكل مُرضٍ.

من خلال هذه الجهود، تلعب إدارة الاستجابة الطارئة دورًا محوريًا في تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على تلبية احتياجاتها الأساسية، وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تضع الأفراد والمجتمعات في قلب التنمية.

هذا بدوره يسهم في الاستغلال الأمثل للموارد الاجتماعية والاقتصادية، كما يساهم في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، فضلاً عن تعزيز زيادة فرص المشاركة المجتمعية الواسعة بإطلاق عدد لا محدود من المبادرات الفعالة على كافة الأصعدة الإغاثية والاجتماعية والاقتصادية.

إحياء الشعور بالمسؤولية 

علاوة على ذلك، تمكنت هذه المبادرات من إعادة إحياء الشعور بالمسؤولية التنموية لدى أفراد المجتمع تجاه مجتمعهم، مما أسهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي بشكل عام في المناطق المستهدفة على امتداد المحافظات الحرة الـ 16.

تتمثل الأهداف الاستراتيجية لمشروع استنهاض المجتمع في رفع مستوى الوعي والتماسك المجتمعي من خلال تفعيل المشاركة المجتمعية والاستجابة الإنسانية باتجاه التنمية والتعافي من الكوارث. ويسعى المشروع ولا يزال إلى دعم التطوع والمبادرات المجتمعية في مجال التنمية بكافة المحافظات الحرة.

يتضمن المشروع أهدافًا خاصة تتمثل في تقديم المساندة للمتطوعين في تنظيم وإدارة وتنفيذ المبادرات المجتمعية، مما يعزز من قدراتهم لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى دعم المبادرات المجتمعية في جميع المحافظات الحرة بهدف توسيع نطاق تأثيرها وزيادة فعاليتها، بما يسهم في تعزيز العزيمة والصلابة التي انطلق بها المجتمع لتحويل التحديات إلى فرص نحو تحقيق تنمية مستدامة تسهم في تحسين الظروف الحياتية على كافة الأصعدة.

وهكذا، يسعى المشروع إلى إحداث تغيير جذري في تفكير المجتمع وثقافته تجاه العمل التطوعي والتنمية، مما يساهم في تعزيز قدرته على مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق الاستدامة.

موقع أنصار الله

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com