“جائحة” إعاقات تجتاح قطاع غزّة بسبب العدوان “الإسرائيلي” المتواصل
“حقوقنا بأن يتم استعجال سفرنا للعلاج”، هكذا بدأت الفتاة الفلسطينية رؤى محفوظ من فئة ذوي الإعاقة سرد معاناتها، جراء استمرار العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزّة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتقول رؤى إنها أصيبت في غارتين “إسرائيليتين” على قطاع غزّة، وتوضح أن إصابتها الأولى كانت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 أدت إلى امتلاء وجهها بالشظايا والتي هي خير شاهد ودليل على إجرام المحتل الصهيوني ودليل على حاجتي للعلاج للسفر بالخارج”.
وتُبيّن رؤى أن الإصابة الثانية كانت في مجزرة النص في مدينة خان يونس قبل 5 أشهر وحوّلتني إلى مُقعدة.
وتضيف” رسالتي أوجهها إلى المسؤولين إلى الحكام إلى صناع القرار إلى أصحاب الضمير منظمات حقوق الإنسان منظمة الصحة العالمية من ابسط حقوقنا أن يتم باستعجال بسفرنا للخارج خاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية واستهداف الاحتلال لجميع المراكز الصحية والطواقم الطبية من شمال القطاع إلى جنوبه”، وتتابع “لن نسامح المتخاذلين لن نسامح الصامتين ونحن أمانة في أعناقكم”.
وكانت رؤى تنتظر السفر لدراسة الطب، لكنّها اليوم تنتظر فتح معبر رفح البري للسفر للعلاج، وتشير إلى استشهاد اثنين من أشقائها وإصابة 3.
معاناة محمد الحبيبي
الطالب محمد الحبيبي لم يكن بأفضل حال فهو تعرض لفترة “إسرائيلية” وفقد وعيه واستيقظ وهو في المستشفى.
يقول “كنتُ أسير وحدث قصف ثمّ استيقظتُ في المستشفى.. خرجتُ من العمليات لا أعرف شيئًا، لا أعرف السير على رجليّ”، ويُناشد بفتح معبر رفح البري لاستكمال علاجه خارج قطاع غزّة.
أرقام الإصابات والإعاقات
المدير العام في وزارة الصحة بقطاع غزّة الدكتور محمد أبو سلمية أعلن عن 4 آلاف حالة بتر و2000 إصابة بالعمود الفقري والدماغ وآلاف الإعاقات البصرية والسمعية جراء استمرار حرب الإبادة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال أبو سلمية ” بلغ عدد الجرحى من الذين بترت أطرافهم السفلة والعلوية أكثر من 4 آلاف جلهم من الأطفال وذلك منذ بدء الإبادة بغزّة”، وأضاف عدد من “يحتاج لإعادة تأهيل إثر إصابات في العمود الفقري والدماغ بلغ أكثر من 2000 وهم طريحيى الفراش”، موضحًا أن الآلاف من الفلسطينيين أصيبوا بإعاقات سمعية وبصرية جراء القصف الإسرائيلي.
وأكد المدير العام في وزارة الصحة أن اليوم العالمي للمعاقين يأتي ومعاقي غزّة بحاجة لأدنى المستلزمات من كراس متحركة أو عكاكيز.
وتابع: “يأتي هذا اليوم في ظل تدمير كامل المنظومة الصحية في قطاع غزّة حيث لا يوجد أي رعاية صحية أو طبية فالاحتلال دمر كلّ شيء سواء مستشفى حمد الوحيدة للتأهيل أو مركز غزّة للأطراف الصناعية”.
وشدّد على أن الاحتلال “الإسرائيلي” يمنع دخول أي مستلزمات لهذه الشريحة من المعاقين كما يمنعهم من الخروج للعلاج بالخارج.
وطالب بضرورة الوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية وفتح المعابر جميعها وإدخال المستلزمات الطبية والأدوية ومستلزمات المعاقين من كراس متحركة وعكاكيز”.
وطالب أبو سلمية بإعادة تأهيل المستشفيات التي دمرها الاحتلال لخدمة الجرحى والمرضى. لافتًا إلى وجود أكثر من 14 ألف مريض ومصاب بحاجة إلى علاج بالخارج، و8 آلاف بحاجة إلى سفر.
وقال “كل يوم يموت من الجرحى والمرضى،، ما خرج منذ اغلاق معبر رفح للعلم 300 حالة فقط. معتبرا ذلك ذر للرماد في العيون.
والثلاثاء، أعلن مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، وجود “جائحة إعاقة” بقطاع غزّة جراء الإبادة.
وقال لازاريني في بيان عنونه بـ”غزّة.. جائحة الإعاقة”: “قبل الحرب أظهرت الاستطلاعات أن واحدة من كلّ 5 أسر تضم فردًا واحدًا على الأقل من ذوي الإعاقة، ونحو نصف هؤلاء كانوا أطفالًا”.
ووفق “أونروا” سيكون هؤلاء المصابون “بحاجة إلى خدمات إعادة تأهيل بما في ذلك رعاية مبتوري الأطراف وعلاج إصابات الحبل الشوكي”.
يُشار إلى أن العالم يحتفل في الثالث من ديسمبر/كانون الأول من كلّ عام باليوم العالمي للمعاقين لتسليط الضوء على التحديات التي تواجههم في ظل واقعًا لا يبعث على الاطمئنان.