النظرة الاسرائيلية للوضع القائم في سوريا
21 سبتمبر
لم يكن ما يجري في سوريا مفاجئاً. اذ أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يتطلع إلى هذه اللحظة منذ عام 2011، منتظراً المناخ المناسب لتنفيذ مشروعه الاستعماري وهذا ما صرح به علانية غير مرة في الايام الأخيرة. اذ يعتبر اسقاط النظام في سوريا، وتولي الجماعات المسلحة فرصة “تاريخية” لتجريد دمشق من عناصر قوتها، على حد تعبير نتنياهو.
أعلن كيان الاحتلال يوم أمس الحرب على سوريا. ونفذ سلاح الجو مئات الغارات على مراكز الأبحاث والمرافئ العسكرية والادارية لتجريد دمشق من نقاط قوتها، ومنع أي حكومة جديدة من الاستفادة منها وبالتالي الحصول على بلد تابع للإرادة الأميركية الاسرائيلية. كما احتل الجيش الاسرائيلي مرتفعات الجولان وجبل الشيخ وعدد من القرى والمدن الحدودية بعمق 14 كيلومتراً.
هذه الأحداث المتسارعة لم تكن محض صدفة، بل ان تحرك التنظيمات المسلحة في سوريا صبيحة تهديد نتنياهو لبشار الأسد يوضع في الإطار عينه لمختلف التحركات العسكرية التي يقوم بها الاحتلال في سوريا، لان استكمال لما بدأه هؤلاء. وللمفارقة أيضاً، أن أحداً من المتعطشين “للحرية والسيادة والاستقلال” لم يستنكر أو يشجب أو يدين أي من الاعتداءات الاسرائيلية على مرافق الدولة الاستراتجية على طول الجغرافيا السورية، كما لم يطلب أي منهم وقف الحرب والتي قد تستمر لأشهر أو لا تتوقف.
ولا يخفي نتنياهو مع مجموعة واسعة من السياسيين -المعارضين لحكومته او المؤيدين- فرحهم باسقاط الأسد، بل ذهب بعضهم نحو التحريض على “استغلال الفرصة” التي كانت تنتظرها تل أبيب من عقود.
في المقابل يظهر الصحفيين نظرة ايجابية بما يتعلق بالتنظيمات والجماعات المسلحة في سوريا. من جهة يعتبرون أنّ هذه الجماعات هي فرصة لابعاد حزب الله وأيضًا ضرب مشروع المقاومة في المنطقة ومن جهة يظهرون النوايا لاحتلال مناطق سورية.
فيما يلي النقاط التي تشير الى القراءة الاسرائيلية الايجابية تجاه هذه الجماعات وأيضًا النوايا المستقبلية:
أولاً: النظرة تجاه الجماعات المسلحة
-رون بن يشاي: من المفترض أن تجعل الإجراءات الإضافية من الصعب على المتمردين الجهاديين والسنة تثبيت أنفسهم بالقرب من البلدات الإسرائيلية في الجولان.
-موقع واينت العبري: دعهم يقتلون بعضهم البعض، وعندما ينتهون سنرى من نتعامل معه. يبدو الأمر بسيطًا جدًا، لكن هذا هو الواقع”.
-موتي كيدار: أنا على اتصال بالجماعات المسلحة في سورية منذ سنوات وخطتهم الآن هي القضاء على الأسد وعلى الوجود الإيراني في سورية وعلى وجود حلفاء إيران ومن المؤكد على حزب الله وأيضا اقتلاع حزب الله من جذوره حتى في لبنان هذه هي خطتهم”.
-اللواء احتياط عاموس يادلين والعقيد احتياط أودي فينتال – القناة ١٢:من المستبعَد أن تقوم مجموعات المتمردين الكثيرة في سورية بتوجيه سلاحها إلى إسرائيل.
-اللواء احتياط عاموس يادلين والعقيد احتياط أودي فينتال – القناة ١٢ العبرية “بعكس التخوفات من التغييرات المتوقعة في سورية، والتي تنتشر في الإعلام، ويتم تسريبها من “الكابينيت” منذ بدء هجوم المتمردين، فإن الفرص الكامنة على صعيد المصالح الاستراتيجية لإسرائيل تزيد على المخاطر. خلال السنوات التي سيطر “داعش” فيها على مناطق في العراق، تم إغلاق الطريق البرّي الإيراني من هناك إلى سورية، والآن، من المتوقع أن نشهد إغلاقاً شبيهاً بذلك للمعابر البرّية من سورية إلى لبنان، في الوقت الذي ستكون فيه لدى إسرائيل حرّية العمل الواسعة ضد الشحنات الجوية عبر سورية”.
ثانيًا: النوايا الاسرائيلية
-رون بن يشاي: “إن أنظمة الأسلحة، وخاصة الصواريخ وربما الأسلحة الكيميائية في شمال ووسط سوريا، ستقع في أيدي المتمردين الجهاديين في غضون أيام وربما ساعات – إذا لم تكن في أيديهم بالفعل. حلب والقواعد العسكرية المحيطة بها، وخاصة المجمع الصناعي العسكري السوري في منطقة بلدة الصافيرة، جنوب شرق حلب، قد توجه نحونا عاجلا أم آجلا. يمكن الافتراض أن إسرائيل تفضل تدمير هذا التهديد حتى لا تقع أنظمة الأسلحة هذه، التقليدية وغير التقليدية، في أيدي العناصر الجهادية، حتى لو كانت سنة وأعداء لحزب الله وإيران…. ومن أجل منع مثل هذا التهديد الذي يمكن أن ينبع من انهيار نظام الأسد، يجب على إسرائيل اتخاذ إجراءات دفاعية، خاصة في هضبة الجولان، وكذلك مهاجمة الأراضي السورية بشكل مستمر من أجل منع العناصر الإسلامية المتطرفة من كلا التيارين من التحصن بالقرب من حدودها، وتحت مرمى الصواريخ وقذائف الهاون”.
-معاريف، هنير دفوري: ” تستعد إسرائيل أيضا لاتخاذ إجراءات في مواجهة السيناريوهات التيتقع فيها الأسلحة الاستراتيجية في أيدي المتمردين إلى جانب تعزيز الدفاعات في مرتفعات الجولان”.