الظاهرة الصهيونية في إطار الاتجاه الخطي لتحلل الاستعمار الاستيطاني
21 سبتمبر
تتفق أغلب أدبيات دراسة ظاهرة الاستعمار الاستيطاني على نقطتين جوهريتين هما: اتجاه التحلل الخطي linear لظاهرة الاستعمار الاستيطاني عبر مراحله التاريخية من ناحية، ومركزية التناسب الديموجرافي بين المجتمع المحلي الأصلي وبين المستوطنين الوافدين في تحديد مسار التحلل من ناحية ثانية، ولعل ذلك ما يدفع إلى طرح التساؤل التالي: إلى أي مدى تنطبق هاتين الظاهرتين على الكيان الاستيطاني في فلسطين، وهل يعزز طوفان الأقصى هذا التوجه؟ هذا السؤال تجيب عنه دراسة لمركز الزيتونة للدراسات للكاتب أ. وليد عبد الحي. يمكنكم الاطلاع عليها بشكل كامل أسفل الملخّص أدناه.
نتائج الدراسة
تدل دراسة ظاهرة الاستعمار الاستيطاني على أن المتغير السكاني يمثل عاملاً حاسماً في إدارة الصراع، وهو ما يستدعي التنبه للظواهر التالية:
– ضرورة توفير الظروف لتقليص فرص الهجرة الدائمة أمام الفلسطينيين في فلسطين أياً كانت العوامل الدافعة للهجرة، فالمعركة الديموجرافية تمثل عنصراً اساسياً في فرص التحرر، ويبدو لنا أن التخطيط الصهيوني المستقبلي بعيد المدى سيجعل من التهجير بكل الوسائل هو دالته المركزية، وهو ما يستدعي تشكيل فرق بحثية فلسطينية لتحديد كل أسلوب من الأساليب المتوقعة للتهجير، ثم تحديد الخطوات الاستباقية التي يجب العمل على إعدادها لإفشال تلك الخطط.
– تشجيع تطوير الريف الفلسطيني لمنع الهجرة من الريف إلى المدينة لإبقاء الانتشار السكاني في أكبر قدر من المساحة الجغرافية المتاحة، وعدم التركيز على تطوير المدن بالكيفية التي تتبناها سلطة التنسيق الأمني حالياً، لكيلا تكون نقاط جذب تكدس سكاني وتتحول إلى نمط جديد من أنماط البانتوستانات كما كان الوضع في جنوب إفريقيا، أي أن الضرورة تقتضي في الظروف الحالية أولوية التنمية الريفية الفلسطينية على “تغذية النزعة الاستهلاكية” في المجتمع الحضري الفلسطيني. وتؤكد المؤشرات الكمية هذا التوجه، إذ ارتفعت نسبة الحضر إلى الريف في الضفة الغربية بين 1967 (الاحتلال)، و1993 (اتفاق أوسلو)، والوضع الحالي (2023)، من 51% إلى 69% إلى 78%، وهو أمر يعيدنا إلى نظرية فرانز فانون Frantz Fanon وطبيعة التطور خلال الكفاح ضدّ الاستعمار الاستيطاني، إذ يرى فانون أن التطور والتنمية في ظلّ الاستعمار لهما خصوصياتهما التي يجب أن تكون رافداً للمقاومة.
– مواصلة المقاومة بكافة أشكالها، وضرورة العمل على استمرار فعالية محور المقاومة، ولعل ارتفاع الهجرة اليهودية المعاكسة بعد طوفان الأقصى مؤشر على أهميته في تغذية مسار الخلل الديموجرافي لصالح المجتمع الفلسطيني على حساب حجم المجتمع الاستيطاني، فقد ارتفعت نسبة الهجرة المعاكسة إلى خارج فلسطين بعد الطوفان بمعدل 285% طبقاً للإحصاءات الإسرائيلية، وهو متغير مركزي في تفكك ظاهرة الاستعمار الاستيطاني.