العدوان على سوريا: الإرهابيون يستميتون من أجل السيطرة على حماة
21 سبتمبر
يتواصل العدوان الإرهابي في شمالي سوريا، الذي يخدم مصالح تركية ومن خلفها مصالح أمريكية وإسرائيلية ضد محور المقاومة، وخاصةً عقدة الوصل فيه سوريا والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
فهناك محاولات مستميتة من قبل الميليشيات الإرهابية بقيادة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً÷ للوصول إلى مدينة حماة، بهدف إسقاطها والسيطرة عليها، ومن ثم التوجه إلى حمص وغرب حمص حيث القصير لقطع طرق إمداد المقاومة في لبنان ومن أجل الوصول أيضاً إلى مراكز البحوث العلمية ومعامل الدفاع قرب مصياف.
ومن جهة أخرى، يؤدي هذا العدوان وما يتسبب به من جذب للانتباه والتغطية الإعلامية له، الى التغطية عما يجري من عدوان أمريكي إسرائيلي وحشي على قطاع غزة. وهنا يجب توجيه سؤال واضح الى هذه الجماعات الإرهابية التي تدعي حرصها على القضية الفلسطينية، بل وتدّعي جاهزيتها لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته: لماذا لم يقوموا بذلك منذ أكثر من 14 شهر؟ وبالتأكيد لن يكون هناك أي جواب على هذا السؤال من قبل هذه الجماعات أو مناصريها، لأنهم يعملون وفق الأجندة التركية حصراً (ومن خلفها الأجندة الأمريكية والإسرائيلية والغربية)، وهذا ما بات لا يخفى على أي أحد.
انتقاد إيران للدور التركي
وقد عبرت الجمهورية الإسلامية في إيران، عن استغرابها من الدور التركي فيما يحصل في منطقة الشمال السوري من عدوان إرهابي. وهذا ما صرح به مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي حيث قال: “كنا نأمل أن يقوم وزير خارجية تركيا حقان فيدان وهو شخص ذو خبرة في مجال الاستخبارات والسياسة الخارجية، بإصلاح بعض المشاكل في السياسة الخارجية لتركيا”. مضيفاً بأنه “لم نكن نتصور أن تركيا، بتاريخها الطويل في الإسلام، ستقع في الحفرة التي حفرتها أميركا والصهاينة”.
ميليشيات إرهابية وليست معارضة
وهناك لغط تتعمد القيام به العديد من وسائل الإعلام التابعة للمعسكر الغربي والأمريكي، المعادي لسوريا ومحور المقاومة، وهو وصف هذه الميليشيات الإرهابية بأنها جماعات معارضة للحكومة والدولة السورية، فيما هي جماعات إرهابية تضم مئات العناصر والمرتزقة من كافة أنحاء العالم.
فجبهة تحرير الشام وغيرها من الفصائل، تضم آلاف المقاتلين القادمين من مناطق آسيا الوسطى والقوقاز وشمال إفريقيا وأوروبا، والذين يزعمون بأن سوريا هي ساحة معركة للجهاد العالمي. وليس جديداً على جبهة النصرة استخدام هؤلاء المقاتلين، فقد سبقها لها ذلك عندما كانت متحالفة مع الحزب الإسلامي التركستاني.
وعليه فإنه من غير الطبيعي وصف هؤلاء المقاتلين والترويج لهم بأنهم مقاتلون من أجل الحرية والتغيير السياسي في سوريا.
فماذا بعد؟
يعلم العديد من المراقبين والمحللين، بأن المعركة الفعلية لم تبدأ بعد. ويعتقد أحد الخبراء بأن الرئيس بشار الأسد ربما يطبق استراتيجية قديمة قد نجحت معه من قبل: الانسحاب وإعادة التجمع والتحصين والهجوم المضاد. ويضيف هذا الخبير بأن الاختبار الرئيسي لهيئة تحرير الشام الإرهابية سيكون بمعرفة متى توقف عدوانها الهجومي.
ومع تعزيز الجيش السوري لمواقعه في حماة، واحتمال تكثيف الغارات الجوية الروسية، فإن الإرهابيين سيتعرضون لاختبار قاس في الأيام والأسابيع المقبلة، خاصة مع تصريح العديد من الجهات في محور المقاومة وخاصة في الجمهورية الإسلامية، من أنهم لن يتركوا سوريا وحيدة مرة أخرى أمام العدوان الإرهابي المدعوم من الخارج. وهذا ما عبر عنه رئيس الجمهورية الإسلامية مسعود بزشكيان حينما قال: ” سنفعل كل ما هو ضروري لوقف الإرهابيين في المنطقة”. وهذا ما عبر عنه أيضاً وزير خارجيته عباس عراقجي خلال زيارته الى تركيا حيث قال: “كما كانت الحكومة السورية مع إيران في الحرب المفروضة، فإننا سنكون معها”، كاشفاً بأن زيارتيه الى إلى تركيا وسوريا، كانت لمناقشة التطورات الأخيرة وكيفية أن لا تكون سوريا ملاذا آمنا للإرهابيين.