قمة الرياض والاعتراف بإسرائيل
21 سبتمبر || مقالات:
بعد أكثر من عام على العدوان على قطاع غزة والحصار المفروض على سكانها وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وتهجير أكثر من مليون مواطن غزاوي وتدمير كافة مقومات الحياة على يد كيان العدو الصهيوني، وبعد ما يقارب الشهر على العدوان الصهيوني على جنوب لبنان، دعت السعودية إلى قمة عربية إسلامية في الرياض، القمة التي كان من المنتظر أن تكرس لإدانة واستنكار استمرار العدوان والحصار على غزة، والعدوان على لبنان من قبل كيان العدو الصهيوني، والدعوة لقطع العلاقات العربية والإسلامية مع هذا الكيان، على الأقل كورقة ضغط لإجباره على إيقاف العدوان على غزة ولبنان، وتفعيل بقية أوراق الضغط العربية والإسلامية على الولايات المتحدة الأمريكية لإجبارها على إلزام هذا الكيان بإيقاف العدوان على غزة ولبنان، والدعوة لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية في معركتهما المصيرية التي تخوضانها بالنيابة عن الأمتين العربية والإسلامية ؛ إلا أن القمة تجاهلت الكثير من هذه القضايا وذهبت لتبني قضايا ومواضيع هامشية وغير متزنة لا تتماشى وموقف المقاومة الفلسطينية واللبنانية ولا تراعي حجم التضحيات التي قدمتها، بل ذهبت للتحريض ضدهما بطريقة غير مباشرة، وبصورة مقززة تكشف حالة الانحطاط التي وصلت إليها الأمة في ظل هذه القيادات المأزومة والعميلة التي باتت وصمة عار في حقها .
قمة الرياض ركزت على موضوع حل الدولتين على حدود يونيو 1967م، وسيادة فلسطين على القدس الشرقية، وهو ما يعني أن الهدف من وراء القمة هو الاعتراف بإسرائيل كدولة في المنطقة، وهو الأمر الذي يتعارض جملة وتفصيلا مع القوانين الوطنية للعديد من الدول العربية والإسلامية التي ترفض الاعتراف بوجود إسرائيل، علاوة على كون المستجدات على الميدان لا تنسجم على الإطلاق مع هذا التوجه السعودي العربي الذي ما يزال كيان العدو الإسرائيلي رافضا له رفضا قاطعا، وهو الأمر الذي يثير الاستغراب حول جدوى طرح مثل هذا الموضوع في الوقت الذي يسعى الإسرائيلي لابتلاع غزة والضفة وجنوب لبنان والتوسع لما هو أبعد على طريق إقامة دولته المزعومة التي تتخذ شعار من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل؟!!
الإسرائيلي المحتل الغاصب يرفض حل الدولتين، والعرب أصحاب الأرض والحق المشروع يتسابقون على طرح هذا المقترح والترويج له، ويرون في ذلك الحل الأنسب للقضية الفلسطينية، نحن أمام جرائم حرب وإبادة شاملة وعمليات تهجير واسعة النطاق في فلسطين و ولبنان، والسعودية ومن دار في فلكها يبحثون عن حل الدولتين، يا هؤلاء اخجلوا على أنفسكم ، تحلوا بالرجولة والشجاعة ولو لمرة واحدة في حياتكم، باتخاذ موقف إنساني على الأقل بالدعوة إلى إيقاف العدوان والحصار على غزة ولبنان، وكونوا أكثر جرأة في مخاطبة الأمريكي بالضغط على الصهيوني لتنفيذ ذلك، استخدموا تطبيعكم وتصهينكم ويهودتكم وموالاتكم لأمريكا وإسرائيل في هذا الجانب، هددوا بقطع العلاقات مع إسرائيل، ولوحوا بإيقاف تصدير النفط، وإن غضب الله عليكم وضرب عليكم الذلة والمسكنة فلا تحرموا شعوبكم من حق دعم وإسناد غزة ولبنان بالمال والمظاهرات الغاضبة، وأوقفوا قنواتكم الفضائية عن التحريض ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتبني وجهة النظر الصهيونية، لا تطالبوا بتجميد مشاركة هذا الكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها، وأنتم تتحالفون مع هذا الكيان ضد إخوانكم في فلسطين ولبنان .
بالمختصر المفيد اقطعوا علاقاتكم بإسرائيل، وانتصروا لمظلومية غزة ولبنان، افتحوا المعابر والمنافذ، اكسروا الحصار الصهيوني المفروض عليهما، ما لم فكفوا عنهم مؤامراتكم القذرة ، وتحريضاتكم الأكثر قذارة، وعليكم أن تعوا وتدركوا جيدا بأن غزة وفلسطين قوية بمقاومتها الباسلة، لا بسلطتها المتخاذلة المنبطحة وأن لبنان قوي بحزب الله ومقاومته البطلة لا بالجيش المنزوع السلاح والساسة العملاء، ولن تكون القدس كل القدس إلا عاصمة للدولة الفلسطينية الحرة المستقلة، ومن أراد أن يمنح الصهاينة وطنا، ويعترف لهم بدولة فعليه أن يستضيفهم في بلده، ويمنحهم الأرض المناسبة لهم لإقامة دولتهم المزعومة، وما سوى ذلك غير وارد، وغير مقبول.
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس*