المرحلة الأولى للعملية البرية تقييم الأرباح والخسائر
21 سبنمبر
بدون أدنى شك، إن العملية البرية لجيش العدو الاسرائيلي على جنوب لبنان وضمن مرحلتها الأولى، والتي جاءت بناء على طلب إدارة بايدن، لتحسين شروط المفاوضات وإجبار المقاومة على الموافقة على شروط الإذلال الامريكية، وذلك بعد ان فشلت كل وسائل الضغط العسكري منذ إعلان جيش العدو عن عملية “سهام الشمال” فضلاً عن فشل وسائل التفاوض الديبلوماسي التي سبقتها خلال الاشهر السابقة، وبالنتيجة فان المرحلة الأولى للعملية البرية فشلت بناءً على حسابات الربح والخسارة وذلك من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة:
– ما هو تعريف نجاح العملية البرية؟ (تحديد الاهداف المعلنة وغير المعلنة).
– هل ساهمت العمليات النفسية في النجاح؟ (السرديات الموجهة للمستوطنين والمقاومة والغرب).
– ما هي الفوائد المحصلة وكم التكاليف؟ (التأثيرات نتيجة العملية أو ساهمت في تطويرها).
– هل تعريف النجاح معقول وقابل للتحقيق؟ (الإنجازات بحسب الأهداف الموضوعة).
– متى يتحقق النجاح؟ (طول أمد المعركة يؤدي إلى حرب استنزاف).
– هل نحن أمام مرحلة جديدة نتيجة عدم تحقيق النجاح (البدء بالمرحلة الثانية بهدف تحقيق النجاح).
للإجابة عن هذه الأسئلة، نضع بين أيديكم دراسة تحت عنوان “المرحلة الأولى للعملية البرية تقييم الأرباح والخسائر”(يمكنكم تحميلها بشكل كامل في الأسفل) وسنورد الخلاصة التي توصلت إليها الدراسة.
خلاصات وتقدير
واضح أن العدو الإسرائيلي يعاني من أوجه قصور استراتيجي رغم توفير الغرب والولايات المتحدة الامريكية كافة القدرات والموارد التي تخدم المشروع الغربي حيث لم يتمكن على مدى أكثر من عام تحويل المكاسب التكتيكية إلى نجاحات استراتيجية دائمة، ويظهر أن عملية التحويل مهمة صعبة ومعقدة لديه، ولذلك لو افترضنا أن كل ما يجري في الميدان وما تم نشره عن المناورة البرية جنوب لبنان انه انجاز تكتيكي فربما ان العدو الاسرائيلي لم يترجمه وتمن من جعله يخدم رؤية سياسية واضحة لا يعتبر إنجاز بل يزيد غرق الكيان المؤقت بمزيد من الوحل والاستنزاف، كما عبر قائد الفيلق الـشمالي السابق فـي جـيـش الـعـدو الإسرائيلي نوعام تيفون إن لم نذهب الآن إلى تسوية فإننا سنغرق في “الوحل اللبناني” و إن لم نذهب الآن إلى تسوية فإننا سندفع أثماناً باهظة والإسرائيليون لن يعودوا إلى الشمال.
وخلال الأيام الأخيرة دخلت العملية البرية الإسرائيلية على الجنوب اللبناني مرحلتها الثانية والهدف سوف يستهدف خط القرى الثاني وقد أكد الإعلام العبري انها لتدمير القدرات الصاروخية كون هذه القرى تضم الفلوات والمناطق المفتوحة التي تطلق منها الصواريخ، ولكن التحليلات تجمع أن الدخول الى هذه المناطق لا يمكن أن يمنع إطلاق الصواريخ كون ذلك لا يشمل عملية تطهير دقيقة واحتلال كامل الأرض فالعمليات المحدودة المعلن عنها لا تفي بالغرض فضلاً عن حجم الفاتورة المرتفعة من الخسائر البشرية والمادية.
واليوم جيش العدو الاسرائيلي يتجنب البقاء في المواقع التي تتم السيطرة عليها وتمشيطها، فتجربة 2006 تقول إن هذا البقاء في المواقع يقدم فرصة مهمة للقوات التي تستخدم تكتيكات حروب العصابات لمهاجمة القوات المرابطة في الأوقات التي لا تتوقعها، أو أن تهاجم قوافل الإمدادات المتجهة إليها.
وخلاصة المشهد لخصته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية بعد شهر من العملية البرية جنوب لبنان خلال المرحلة الاولى ،/ لم تنجح خمس فرق عسكرية إسرائيلية مع لواء احتياط وعلى الرغم من القوة النارية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي واستعماله سلاح الجو في قصف مواقع حزب الله، فقد فشل في احتلال ولو قرية واحدة في الجنوب اللبناني، ويتقدم كيلومترين أو ثلاث ومن ثم يتراجع. وهذا يبرز نجاعة التكتيك الميداني الذكي الذي ينتهجه حزب الله، ويقوم على تتبع مجريات الحرب على عدد من خطوط الدفاع التي تشمل خطوطًا ثابتة وأخرى متحركة والمجهزة بشتى أنواع القذائف التي تقنص المدرعات والدبابات والجنود الإسرائيليين بشكل دقيق، علاوة على هذا، استخدام حزب الله أسلوب تقنية الاختفاء، حيث لا يرصد الجيش الإسرائيلي في الغالب مصادر النار التي تفاجئه، وتفشل خططه في التقدم حتى الآن، كما أن سلاح الجو الإسرائيلي لا ينفع مع قوات متخفية في مناطق صعبة جغرافياً.
ويؤكد الجنرال احتياط في جيش الاحتلال والخبير الأمني جاك نيريا: على غرار سلفه غالانت، يقول كاتس إنه تم هزيمة حزب الله لكن السؤال المطروح الآن هو؛ هل هذه هي الحقيقة؟ هل هذه التصريحات تهدف إلى تهيئة الرأي العام لاتفاق لا يلبي تماماً توقعات 80 ألفاً من مستوطني الشمال الذين يرغبون في العودة إلى مستوطناتهم التي تركوها منذ فترة طويلة؟ تزعم أطراف مختلفة على المستوى السياسي والعسكري أن مفاوضات وقف إطلاق النار ستجري تحت النار، وسيستمر القتال حتى يتم سحق حزب الله وتتعمق العملية البرية، فهل يصدق الذين يدعون ذلك حقا ما يقولون؟ هل هذا سراب يحاولون إقناع أنفسهم به؟ من الواضح للجميع أن هذا غير صحيح وعودة المستوطنين غير ممكنة (…) إذا كانت إسرائيل تريد إنشاء منطقة عازلة لن يقبل بذلك حزب الله وهذا غير ممكن
وبالنتيجة المرحلة الاولى من العملية البرية جنوب لبنان رغم حجم العمليات العسكرية والنفسية التي استخدمت خلالها، لم تحقق الأهداف المعلنة ولا تخدم الأهداف غير المعلنة بل زادت من التأثيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية في الكيان المؤقت وقد أكد قائد شعبة العمليات السابق في جيش العدو الاسرائيلي “اسرائيل زيف” إن لم تتم التسوية فسندخل في اقتصاد ذخائر وشتاء وليس في مصلحة اسرائيل الغرق في الوحل اللبناني نحن ندفع أثماناً باهظة والميدان لن ينتظر ترامب.