روح الشهادة وفجر الخلاص
عبد الكريم محمد الوشلي
لامس العدو الهجين المركب الصهيوني الأمريكي بكل إمكاناته الهائلة وضخامةِ احتشاده العالمي والإقليمي المتواطئ وهول مجازره وإبادته المصبوب على المدنيين أرواحا ومقوماتِ حياة..لامس أعلى السقوف في كل هذا الإجرام والدموية والتوحش التدميري بأفتك الأسلحة وأقوى العتاد ولم يُفض به كلُّ ذلك سوى إلى المزيد من الإنحدار إلى هاوية لامفر له منها من السقوط والحاصل الصِّفري بمقياس أهدافه وغاياته الإستراتيجية، وما يسميه “إنجازات” لايتعدى كونَه جُماعا تكتيكيا هزيلا هشا يُدرجه تحت ذلك العدوان وهو نوع من خداع الذات والأدوات والجمهور المستغفل ! لأن قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدميرَ المنازل وحصرَ بنك الأهداف في الأعيان ومقومات الحياة المدنية والإنسانية التي تحرم كل شرائع وقوانين الأرض والسماء إستهدافَها لايمكن صرفه في بازار النصر الحقيقي بكل معانيه ومعاييره الإستراتيجية والعسكرية فما بالك بالمنظور الإنساني والأخلاقي والقانوني..؟
في عين هذا المنظور تحديدا يتعرى العدو ويبدو واضح الخسارة والإفلاس ومحاصرا بواقع لايُحسد عليه أمام استماتة الأبطال الذين أجادوا ومازالوا أشرفَ صور الثبات والصمود في وجه العدو في كل جبهات مواجهته ومقاومته، بدءا من لبنان ومقاومته الإسلامية الفتية المتنامية كما وكيفا ومرورا بغزة وفعلها الجهادي المقاوم المتصاعد والعصي على الكسر رغم هول الظروف التي يتحرك في ظلها، وهذا شأن المقاومة الإسلامية في العراق وليس انتهاء باليمن، حيث الموقف الجهادي الملتحم ببقية الجبهات آخذٌ في المزيد من القوة والفتوة والعنفوان ونوعية ضرباته ومفاعيله البالغة الإيلام للعدوان الصهيوني الهجين ورأسه الأمريكي تحديدا بشراكاته الغربية الأطلسية والدولية وأدواته الإقليمية المتواطئة، ومصاديقُ هذه الخواص الواضحة في فعل وأثر
الدور اليمني في هذه المواجهة المصيرية تزخر بها حتى تصريحاتُ واعترافات قادة ومسئولي البنى والهياكل العسكرية والأمنية ومراكز البحث والتحليل وقادة القطع العسكرية المتسكعة هنا وهناك للعدو الأمريكي نفسه وشريكه الغربي، والتي سارع الكثير منها للفرار مشيعا بالخوف والذعر ؛وما أمرُ روزفلت وإيزنهاور وغيرها وأخيرا وليس بآخر إبراهام لنكولن التي كانت الصفعة اليمنية القاسية لها بين العينين ..عنا ببعيد !
هذا هو شأن وواقع المواجهة مع هؤلاء الأعداء ومشروعهم الإحتلالي الغاصب وهجمتهم الدموية البالغة ذروة ذرواتها اليوم على أمتنا..وفيه الكثير الواضح والذي لالبس فيه من محفزات اليقين من أن المآل النهائي والمؤدَّى الحتمي لكل مايجري هو لصالحنا، لصالح هذه الأمة المظلومة ومجاهديها الميامين ومقاوميها الأبرار والروحِ الإيمانية الصلبة الكامنة في صميم هويتها ووجودها ،تغذيها أنفاسُ العطاء والبذل الأسمى والأسخى والشهادة، وما أدراك ماالشهادةُ وأيُّ طاقة محركة لأقوى وأقوم وأنبل وأوعدِ مواكب السير نحو مستقبل العزة والحرية والكرامة لهذه الأمة وشعوبها المظلومة ؟
وفي مناسبة الذكرى السنوية للشهيد التي نعيشها في يمن الإيمان والتحرر والإستقلال ،يمن الصبر والصمود والجهاد الملتحم-بكل طاقته- بأحرار أمته ومجاهديها في كل جبهاتهم على طريق القدس ..تتشكل أبهى الملامح لذلك المعنى السامق للشهادة وهو يرفرف في آفاق الذكرى قائلا للشعب المضحي المجاهد هذا هو معراجُك الأكيد نحو معالي المجد والسؤدد والخلاص من ليل الطغاة والمعتدين ،والمعنى ذاته يحط جليا واضحا في مستقر وعي كل حر مجاهد مستبصر من أبناء هذه الأمة التي طال بها أمد النزيف والمعاناة والأحزان وآن لها أن تعانق فجر الخلاص وقريبا بإذن الله يكون ذلك.