“غزوة” اليمنيون المليونية تنسف ما تبقى من طموحات الأعداء
تقرير |
ما لا يعرفه الكثير ربما، هو أن العدو الصهيوني ورأس الشر أمريكا يتابعون أسبوعياً الخروج الملاييني اليمني نصرة للشعب الفلسطيني، وإسناداً لمعركة طوفان الأقصى، ويقرأ الأعداء مضامين هذا الخروج المتصاعد ورسائله، كما يقيسون عنفوانه وحيويته قياسا بالأسابيع الماضية.
إذ أن الخروج بهذا الشكل الذي لا يكل ولا يمل، وهذه الأمواج البشرية تعكس بصورة جليّة الفشلً التامً للسياسة والاستراتيجية الأميركية على أعلى المستويات، تعكس إهانة الحامية الأمريكية الوهمية في مَشاهِدِ إحراق السفينة (سونيون) في البحر الأحمر، ويعكس هلامية أسطورة حاملات الطائرات الأمريكية في هروب “أيزنهاور” و”روزفلت”، وتعكس حماقة أوروبا والغرب في تفكك “سبيدس” و”حارس الازدهار”، ثم تعكس فشل حالة الاستنفار الاصطناعي لقوى الشر في قصف صنعاء والحديدة وصعدة وتعز والبيضاء وباقي المحافظات الحرة وماذا بقي في الجعبة أكثر مما قد ظهر إلى سطح التعبير.
إحباط المخططات
على غير المعتاد، وعلى غير ما خطط له العدو الأمريكي الصهيوني طوال عقود من الزمن أرعب السيل الهادر هذا الأسبوع الكفار والمنافقين وهو يؤكد “مع غزة ولبنان.. جهوزية و استنفار ضد قوى الاستكبار”، مضى في مئات الساحات يكتب رسائله التي لا حياد عنها، لأمريكا على وجه الخصوص ثم لباقي الكائنات من بعده بما فيها “إسرائيل”.
كان التصور بأنه مع الوقت سيصير هذا الخروج المليوني أمراً اعتياديا، وسيتسرب التعود والملل إلى نفوس المؤمنين المجاهدين، إلا أن هذا التصور خاب وسقطت واقعيته، إذ كان الخروج يزداد عنفواناً، وصار لكل خروج مليوني قراءته الخاصة وفقاً للمعطيات والمستجدات سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، ولذلك تجد كل جمعة تحمل شعارا مختلفا، هذا الشعار يعكس الموقف الشعبي إزاء هذه المستجدات وهذه المعطيات.
ومنذ الجمعة الأولى لطوفان الأقصى، كان طوفان المدن اليمنية يعاهد أحرار فلسطين ولبنان بأن المسار واحد والهدف واحد، والعدو واحد، ولا راحة ولا استقرار للأمة إلا بعد إزالة هؤلاء الغاصبين.
أكد اليمنيون في طوفان الساحات بأن مخططات غرف المؤامرات الصهيونية المغلقة على العرب والمسلمين قد فشلت وانكسرت في اليمن، فهذه الأمة لم تنجح محاولات تدجينها، وهذه الأمة تشكل الخطر الحقيقي على أحلام أعداء الإسلام والمسلمين، حتى آخر المحاولات المتاحة بنشر المنافقين في الأوساط للتثبيط والتيئيس فشلت، فالعقيدة والتاريخ والأرض تأبى على اليمنيين القبول بأن تمرّ هذه الغطرسة الصهيونية عليهم وهو الذي لا يزال يشكل التحدي الأكبر للقوى الإمبريالية في طمس كل ما معالم الدين او في محاولة إحلال الدين الهجين والمسخ الذي يقبل بالخنوع والقبول باليهودي موجها وناصحا تحت عنوان التسامح.
مخاوف أمريكية
ويؤكد هذا الطوفان البشري اليمني أن من فضائل التحرر من هيمنة الأجنبي التحرك بهذا الشكل الحر للتعبير عن الموقف بلا حسابات رادعة تقف خلفها واشنطن ولندن وباريس، وباقي دول الاستعمار، لتؤكد الجهوزية والاستنفار مع غزة ولبنان ضد قوى الاستكبار.
وتختلط أمعاء الكائن الأمريكي اليوم أكثر كلما تخيل أن صدارة اليمن لمشهد المناصرة ومشهد المواجهة في المنطقة ومشهد المعارضة لهيمنة الغرب، يمكن أن يؤدي إلى مد جسور التواصل مع قوى كالصين وروسيا وتسرُّب خيوط المنطقة من بين يديه، ويتحول إلى عابر سبيل كباقي الدول، غير مستوطن بقواعده العسكرية ومندوبيه الساميبن.
خوف استراتيجي
ويُعري هذا الخروج اليمني الهادر انبطاح الأنظمة لقوى الضلال وتسليمها كرامة شعوبها للأمريكي والإسرائيلي تحت عنوان الصبر والحكمة، فتمنعها من الخروج وتمنعها من التغبير وتمنعها من المبادرة بأي شكل من أشكال الدعم والمساندة للأشقاء الفلسطينيين.
عبثاً تحاول بعض الأنظمة إيهام الشارع العربي بالحكمة في اتخاذ القرارات أو حتى في التصريحات، والتزام ما تتصوره هذه الأنظمة بالصبر الاستراتيجي فيما يتضح بأنه خوف استراتيجي.
طال أمد العدوان الصهيوني على الفلسطينيين وزادت إليهم اللبنانيين، ومع طول الفترة ازدادت المجازر والجثث المطمورة تحت الأنقاض، وأنين الأطفال الجوعى والنساء الموجوعات، ولا نخوة ولا مروءة تتحرك لدى أنظمة الإفلاس القيمي والأخلاقي.
عرّت هذه الأنظمة نفسها وكشفت عن صهيونيتها، وصارت وصمة عار على شعوبها، على أن الشعوب بحاجة لأن تكون أقوى من هذا الخنوع لإرادة حرّاس الصهيوني، فالركون إلى رغبة الحاكم لا يُبرئ أحد، ولا يعفي أحد من مسؤوليته، فهناك أطفال يقتلون ونساء جائعات يربطن على بطونهن، ليُطعمن أطفالهن ما توفر، إن المشاهد المأساوية تلعن كل عربي مسلم ذهب إلى قتل وقته علي المقاهي أو صالات الترفيه أو تبادل النكات الضاحكة مع الآخرين.
القشة وبيت العنكبوت
يؤكد الخروج اليمني الأسبوعي بهذه التفاصيل اللافتة، أن الوقوف في وجه العدو الأمريكي ليس خارقاً، وأن كسر حاجز الخوف ليس إعجازاً، ولكن بحاجة فقط إلى مبادرة وستنكشف حينها عورة الأنظمة العربية والإسلامية التي حاولت تضخيم العدو أمام شعوب للاستناد عليه من أجل الاستمرار في الحكم.
أمريكا قشة وأمريكا أوهن من بين العنكبوت، والمعطيات على مدار عام أثبتت أن قوى مثل أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا ليست إلا دعاية إعلامية.
وها هو الكيان الذي يمثل قوى الغرب ويتلقى منهم صنوف السلاح، قد غرق في غزة، وأكثر من عام ولا تزال المقاومة الفلسطينية تحافظ على قواتها وتلقنه دروساً في البسالة وعدم اليأس، إن ضرب هدف إسرائيلي حساس في قلب ما تسمى “تل أبيب” قد نسف معادلة الردع الصهيونية المزعومة، وكل يوم تطالعنا جبهات المقاومة ببشائر النصر، والبطش بعديد وعتاد العدو، يحدث هذا رغم ما مارسه جيش العدو الإسرائيلي في غزة طوال (13) شهراً من قتل وتدمير، ورغم تصريحات نتنياهو التخديرية للمستوطنين وللرُعاة الداعمين غير مرة، بأنه قد دمر قدرات المقاومة في غزة.
إلى ذلك، ها هي أمريكا تترنح في الفشل والخزي والعار.. خلصت دراسة مولتها وزارة الدفاع الأمريكية وكشف عنها الكاتب الأميركي البارز ديفيد إغناتيوس في أبريل الماضي إلى التأكيد بأن “الولايات المتحدة ربما تتجه نحو منحدر لم تتعاف منه سوى القليل من الدول العظمى”.. وعلى ضوء الدراسة التي اُنجزت لتقييم الوضع التنافسي للولايات المتحدة في مواجهة الصين، يشير اغناتيوس إلى الوضع المزري لأمريكا داخلياً وخارجياً، ومن مظاهرها داخليا تباطؤ النمو والاستقطاب السياسي، والإدمان على الترف والانحطاط، وخارجيا تراجع احترام عشرات الدول النامية للولايات المتحدة، حسب الكاتب الأمريكي، لأجل ذلك وأخرى صُنف أداء الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من 2024 بكونه “ضعيفا”، مع هذا يُصر الساسة على هدم المعبد وحرق المدينة من أجل بقاء الكيان الصهيوني.
المصدر: موقع أنصار الله