جاريد كوشنر: حصان ترامب ونتنياهو للتطبيع الإسرائيلي السعودي
21 سبتمبر
مع الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالسباق الانتخابي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في دورتها الـ 47. يُمكن اعتبار صهره جاريد كوري كوشنر هو من أبرز الشخصيات التي قد تتولى مناصب في الإدارة الجديدة، خاصةً وأنه قد سبق له أن عمل مستشاراً أولاً لترامب من سنة 2017 إلى سنة 2021
وعليه فمن المرجّح جداً، أن يستكمل كوشنر ما سبق أن بدأه في ولاية ترامب الرئاسية الأولى، من اتفاقيات تطبيع بين دول عربية وإسلامية وبين الكيان المؤقت، التي أُطلق عليها اسم: “اتفاقيات أبراهام”.
فما هي أبرز المعلومات حول جاريد كوشنر، وما هي رؤيته للصراع بين محور المقاومة وكيان الاحتلال الإسرائيلي؟
_من مواليد ليفينجستون، نيو جيرسي في 10 كانون الثاني / يناير 1981، لعائلة يهودية أرثوذكسية حديثة.
_تخرج من مدرسة “فريش” الثانوية الدينية الأرثوذكسية الحديثة، في سنة 1999 والتحق بجامعة هارفارد في نفس السنة، وكان من أبرز داعمي حركة بيت حباد التابعة لواحدة من أشهر الحركات الحسيدية في العالم وأكبر المنظمات الدينية اليهودية “حباد”.
_خلال معظم حياته المهنية، عمل كوشنر كمستثمر عقاري في مدينة نيويورك، من خلال شركة كوشنر العائلية. تولى إدارة الشركة بعد إدانة والده تشارلز كوشنر بـ 18 تهمة جنائية، بما في ذلك المساهمات غير القانونية في الحملة، والتهرب الضريبي، والتلاعب بالشهود في عام 2005.
_التقى بإيفانكا دونالد ترامب في سنة 2005 تقريباً، وتزوجها سنة 2009.
_انخرط في صناعة الصحف بعد شراء صحيفة نيويورك أوبزرفر في سنة 2006.
_ من اللافت بأنه كان منتمياً للحزب الديمقراطي وكان من المتبرعين للسياسيين الديمقراطيين طوال حياته، لكنه منذ سنة 2009، سجل نفسه كمستقل، وفي سنة 2018 قام بتسجيل نفسه كجمهوري.
_لعب دورًا مهمًا في حملة دونالد ترامب الرئاسية لعام 2016، وكان يُنظر إليه في وقت ما على أنه مدير حملتها بحكم الأمر الواقع.
_بعد مغادرته البيت الأبيض سنة 2021، أسس كوشنر شركة Affinity Partners، وهي شركة استثمار خاصة تستمد معظم أموالها من صندوق الثروة السيادي للحكومة السعودية.
دوره في اتفاقيات التطبيع ونظرته للصراع
_في كتاب مذكراته حول الفترة التي كان فيها مستشاراً لترامب، وصف اتفاقات التطبيع التي كان منسقاً لها بأنها “بعض أهم الاختراقات في الدبلوماسية في السنوات الخمسين الماضية. فيما أصبح يُعرف باسم اتفاقيات أبراهام، وقعت خمس دول ذات أغلبية مسلمة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وكوسوفو – والمغرب والسودان – اتفاقيات سلام مع إسرائيل. وحلت المملكة العربية السعودية وأعضاء آخرون في – مجلس التعاون الخليجي خلافا دبلوماسيًا واقتصاديًا مريرًا مع قطر، مما مهد الطريق لاتفاقيات سلام إضافية في المستقبل”.
مضيفاً بأن اتفاقيات التطبيع هذه كانت “نقطة تحول حقيقية في التاريخ. وإذا تم تعزيزها، فإنها تمتلك القدرة على تحقيق نهاية كاملة للصراع العربي الإسرائيلي الذي كان قائما منذ تأسيس دولة إسرائيل، قبل خمسة وسبعين عاما. وبالفعل، يستطيع مئات الآلاف من العرب أداء فريضة الحج إلى الأماكن المقدسة في القدس. ويعمل المبتكرون والعلماء وقادة الأعمال الإسرائيليون والعرب على إقامة شراكات لخلق فرص العمل، وبناء البنية الأساسية، وتحسين حياة الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحول العالم.
مع تقدمنا في استراتيجيتنا في الشرق الأوسط، لم نستطع أن نعلن ذلك علنا لقد كان من الصعب أن نناقش نهجنا أو الإشارات الإيجابية التي رأيناها من الزعماء العرب. لقد تقدمت مفاوضاتنا على حافة السكين. وكان من الممكن أن يدفع تسرب واحد في غير أوانه التقليديين في المنطقة إلى معارضة الزعماء العرب الذين كانوا يقطعون علاقاتهم بالماضي بشجاعة من أجل تحقيق السلام مع إسرائيل. لقد رفض الخبراء في البداية أهدافنا باعتبارها مستحيلة، وكان المنتقدون يتلذذون بكل تعثر أتعثر فيه. ومع ذلك فقد اتبعت ما اعتقدت أنه المسار الأكثر منطقية للمضي قدماً. ومنذ تركت الحكومة، سألني الناس كثيراً كيف توصلنا إلى هذه الاختراقات. وقد بذلت قصارى جهدي في هذا الكتاب لتوثيق الأحداث المفاجئة التي جعلتها ممكنة”.
لذلك، فإنه على الأغلب، ستكون سياسة إدارة ترامب المقبلة لمنطقة غربي آسيا (الشرق الأوسط)، هي استكمال لنهجه السابق من فرض للحصار على دول محور المقاومة، وتفعيل اتفاقيات التطبيع خاصة مع السعودية.
_أما بما يتعلق بمعركة طوفان الأقصى، فإن كوشنر لا يختلف برأيه إطلاقاٌ، عن آراء أكثر مسؤولي الكيان عنجهية وتطرفاً، فقد سبق له بأن صرح في آذار / مارس 2024، أن على إسرائيل إخراج الفلسطينيين من غزة و”تنظيفها”، مشيراً إلى أهمية الجزء الواقع على الواجهة البحرية في غزة بأنه “قيم للغاية”.
وعليه في هذه الحالة، إذا ما تم إعادة تسليم كوشنر أي منصب أمريكي في منطقة غربي آسيا، وخاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإنه سيكون من أشدّ المؤيدين لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ولمخططاته على صعيد فلسطين المحتلّة وعلى صعيد محور المقاومة.
الخنادق