نمرود الصهاينة وجرائمه ضد الإنسانية
21 سبتمبر || مقالات:
بعد مرور أكثر من عام كامل على المذابح الإجرامية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الأشقاء الفلسطينيين على ارض غزة، وتوسعه في الإجرام ليشمل لبنان واليمن والعراق وإيران، وتمكنه من اغتيال قيادات المقاومة، مع ان كل ذلك تم بواسطة الخونة والعملاء، إضافة إلى الدعم اللامحدود المادي والمعنوي والسياسي والعسكري من صهاينة العرب والغرب بلغت النشوة مداها في عقل النتن ياهو-ووصل به الحال ليقول انه قادر على هزيمة محور المقاومة حتى لوكان الله معهم.
بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 تقمص دور المؤمن بالله وأمر جيشه الإجرامي بقتل وإبادة كل ما هو موجود على أرض غزة.
وبين ايمانه بالتوراة بالأمس، وكفره اليوم، وتحديه لله انه قادر على هزيمة من يؤيده الله تكمن العقليات اليهودية التي لعنها الله بسبب كفرها وتطاولها على الذات الإلهية –ولعنها الأنبياء والرسل ((افكلماجاءكم رسول بمالاتهوي انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقاتقتلون))البقره-87 ،
وأيضا لكفرهم وعنادهم وسعيهم في الأرض فسادا.
نتنياهو-شكر وسائل التواصل الاجتماعي –خصوصا فيسبوك وانستجرام لانها لم تسمح بتحميل صور الشهداء نصرالله وسليماني وهو ما يدل عل شراكتهم الحقيقية في كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العُزل في فلسطين وغزة ولبنان واليمن وغيرها.
وجدد الشكر- من باب الاستعراض الكاذب-لكل شعوب العالم لشرائها المنتجات الإسرائيلية متناسيا ان طوفان الأقصى قد عرى الإجرام والاحتلال وفضح ادعاءاتهم الكاذبة وهناك حملة مقاطعة عالمية لكل منتج ينتجه وكل منتج يدعمه، ماعدا دعم الخونة والعملاء والحلف الصليبي له، ومع ذلك فقد خرجت أكثر من ثلاثين الف مظاهرة مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في أوروبا وحدها وهناك انتفاضة طلاب الجامعات الأمريكية الذي صرح بلسانه انهم نازيون وإرهابيون.
لقد تناسى النتن –نفسه وهو يرى انحدار علاقات كيانه المحتل بدول العالم وقطع العلاقات الدبلوماسية معهم، وتناسى ان محكمة الجنايات الدولية إدانته وبقية المجرمين في كيانه بجرائم الإبادة ضد الإنسانية، وصدر القرار بالإجماع باقتياده وكل المجرمين الي العدالة الدولية ولم يقف في مساندته الا المجرمون من الأنظمة الاستعمارية .
النمرود اليهودي وبعد ارتكابه كل تلك المذابح الإجرامية وصف محور المقاومة بالشياطين لأنهم يدافعون عن الأبرياء من أن تُسفك دماؤهم –ويقفون أمامه حماية للإنسانية والضمير الحي منه ومن إجرامه ومن يدعمه –ومع ذلك –فغروره يخيل اليه انه اقوى بالداعمين لإجرامه من الله، وانه سينتصر عليهم حتى لو كان الله معهم-ومعلوم ان معية الله مع المؤمنين لا مع المجرمين، لكنه يثق في دعم الحلف الصهيوني الصليبي الذي أسس كيانه، ويثق بالخونة والعملاء من صهاينة العرب الذين أمدوا كيانه المحتل بكل ما يحتاجه وما يزالون يدعمونه -في تعويض كل ما يخسره- من ثروات العرب التي يتصرفون بها بفضل تنصيبهم حكاما علي الدول العربية والإسلامية، اما اليهود والنصارى فهم احرص الناس على الحياة ومعهم الذين اشركوا ولذلك فهم جبناء في المواجهة ، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى حقيقتهم بقوله((لايقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة أو من وراء جُدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لايعقلون))الحشر-14-.
يعبدون المال ويقدسونه ويحرصون على ادنى حياة ((ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب ان يُعمر والله بصير بما يعملون))البقرة-96-.
لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وكل إيمانهم عبادتهم المال، فقد عبدوا العجل لصنعه من الذهب-قننوا الرباء واستولوا على ثروات الأمم والشعوب بغير عناء ولا تعب.
النمرود (النتن) يُطمئن الداعمين له انه قادر على القضاء على ما يسميه محور الشر الذي يمنعه من استكمال ارتكاب المذابح والإجرام في حق الأبرياء-لا تقلقوا فنحن بفضل مساعدتكم جميعا اقوى من محور المقاومة، سننتصر عليهم ولوكان الله معهم-وكانه لا يقرأ التاريخ، فالمقاومة الفيتنامية هزمت حلف الناتو بقيادة أمريكا وقد كان جيشا قوامه أكثر من خمسمائة الف من جنود المارنز، والشعب الأفغاني هزم السوفيت أولا ثم هزم أمريكا واجبرها على مغادرة أرضه.
صحيح ان الشعب اليهودي الذي يقوده عبارة عن عصابات إجرامية مدربة على القتل وارتكاب المجازر في حق الأبرياء والضعفاء ويمده الحلف الصليبي بأحدث أنواع الأسلحة التي ، لكن المقاومة ومحورها تعتمد على إمكانياتها الذاتية .
بخلاف ذلك الجيوش التي استوردت أسلحته بالمليارات كالسعودية والإمارات والبحرين وغيرها ومصر وتركيا، فهي مرهونة بإرادته، ولن تستطيع ان تحرك دبابة أو تطلق صاروخاً أو تمد المقاومة برصاصة بل انها تحاصر المقاومة وتزود الجيش الصهيوني بكل ما يحتاجه من أنواع الأسلحة لاستكمال الإبادة والجرائم ضد الإنسانية للأشقاء على ارض غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق وايران، وهي أيضا تساعده في إسقاط الصواريخ والمُسيرات إن مرّت في أجوائها متجهة اليه، أما إن كانت متجهة منه إلى أي دولة فستكون عونا له كما فعلت السعودية حينما تم قصف مفاعل تموز العراقي رغم امتلاكها نظام الإنذار المبكر الذي اشترته بالمليارت.
نمرود اليهود وفرعون العصر يعلن تحديه من على منبر الأمم المتحدة التي صوتت جمعيتها العامة بأغلبية ساحقة لصالح تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولم تعارض القرار أي دولة تحترم ذاتها وتاريخها ماعدا الدول التي تلطخت أياديها بدماء الشعوب المغلوبة علي أمرها، وهو ما يؤكد انحسار المد الصهيوني الاستعماري الذي أوجدها لتكون كقاعدة عسكرية متقدمة لخدمة سياسته الإجرامية في حق شعوب وأمم الأرض كافة والشعوب العربية والإسلامية خاصة، وأيضا كي يكون الحامي والمدافع عن الأنظمة العميلة والخائنة من ثورة الشعوب عليها في أي لحظة ولا تستطيع الدول الاستعمارية -أمريكا وبريطانيا وفرنسا – وغيرها بذل المساعدة لها في الوقت المناسب بعد فشل الجامعة العربية في القيام بذلك، كما فعلت فرنسا بقوات إفريقية لمنع الانقلابات على الحكومات التي نصبتها.
ومن مؤهلات كيان الاحتلال، بالإضافة إلى قرب المسافة، امتلاكه خبرات إجرامية تفوق خبرات الدول الداعمة له سواء في اغتيال القيادات السياسية أو الفكرية أو العسكرية ومثال ذلك استهداف السيد القائد حسن نصرالله الذي تم اغتياله بما يعادل ثلاثة وثمانين طنا من المتفجرات شديدة الانفجار والشهيد القائد هاشم صفي الدين واستخدام قذائف المدفعية لاغتيال الشهيد القائد يحي السنوار الذي يحمل بندقية رشاش.
لقد بلغ الغرور منتهاه من نمرود اليوم بسبب الدعم اللامحدود من صهاينة العرب وصهاينة الغرب جميعا، ولولا هذا الدعم السخي لأوقف الحرب من أول يوم لأنه يقدس المال ويعبده ويحرص على الحياة، لكن وقد تكفلوا له بتعويض الخسائر المادية والمعنوية استمرت الحرب، فالخسائر المادية من أموال العرب الموجودة في مصارف الغرب وخسائر الجنود سيتم تعويضها بتجنيد المرتزقة .
نمرود الأمس اغتر بقوته وملكه فأدعى الألوهية، فسلط الله عليه بعوضة وصلت رأسه، لا يهدأ حتى يُضرب بالنعال ونمرود اليوم سلط الله عليه طوفان الأقصى ومحور المقاومة وها هو يترنح كالخنزير الهائج الذي يضرب شمالا وجنوبا عله يستعيد جزءًا من أسطورته الذليلة.
ان الله امر المؤمنين بإعداد العدة وتكفل بالنصر وعندما تنتهي وتستنفد أسباب الأرض تأتي أسباب السماء من رب العزة والجلال القادر على كل شيئاً قال تعالى((كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز))المجادلة-21 .
بقلم/ طاهر محمد الجنيد*