اخبار دولية وعربيةاخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

كيف عمقت محاولة اغتيال نتنياهو الانقسام الداخلي؟

21 سبتمبر

أعادت محاولة اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخلافات بينه والمعارضة إلى العلن من جديد، خاصة بعد الصمت الذي اعتمدته الأخيرة تجاه هذا الحدث والذي أثار موجة من الغضب عند الكتل السياسية في الداخل لا سيما حزب الليكود. فبعد ساعات على الحادثة، أصدر حزب الليكود بيانًا استنكر فيه هذا الصمت، بعد أن أثار إطلاق الطائرة المسيرة باتجاه منزل رئيس الوزراء في قيسارية، ردود فعل كثيرة بين أعضاء الائتلاف، الذين أدانوا محاولة المساس بالكيان، إلا أن ردود الفعل هذه لم تسمع من أعضاء المعارضة. وعليه، هاجم حزب الليكود زعماء المعارضة لعدم إدانتهم لمحاولة الاغتيال، ليردّ معسكر الدولة بدوره قائلًا: “رئيس الوزراء مشغول بنفسه والضريبة العقارية”.

وقد أظهر هذا الحدث:

أ‌-عودة تبادل الاتهامات بين أعضاء الحكومة والأطراف المعارضة وتحميل المسؤوليات.

ب‌-تجدّد اتهام المعارضة لنتنياهو باستغلال الأحداث والمستجدات للحفاظ على وجوده السياسي ومصالحه الشخصية.

ت‌-اتهام الليكود المعارضة بأنها داعمة للاغتيال، والتي بدورها اتّهمت الليكود بأنه حتى في حالة الطوارئ الوطنية، لا يتوقفون عن الكذب والفرقة والتحريض، وبالتالي أظهر هذا الحدث حجم غياب الثقة والانقسام بين الأطراف السياسية.

ث‌-لم تتمكّن الحرب وفقدان الأمن من توحيد الكتل السياسية في الداخل وتشكيل جبهة موحّدة ضدّ “أعداء الكيان”.

ج‌-صبّ اهتمام المعارضة على توجيه الاتهامات لإيران واستمرار موجة التهديدات التي تتعلق بتدفيعها أثمان باهظة، لتصبح إدانة الحدث أمرًا ثانويًا.

ح‌-الامتناع عن الإدانة أثار غضب المستوطنيين لا سيما أنصار نتنياهو

أبرز التصريحات

أ‌-موقف الليكود

20 تشرين الأول 2024: انتقد المتحدث باسم “الليكود” المعارضة لا سيما غانتس ولابيد لعدم إدانتهما محاولة الاغتيال، مشيرًا إلى أنه “مرت أكثر من 24 ساعة على محاولة الاغتيال الإيرانية لرئيس وزراء إسرائيل، ولم ينشر زعيما المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس كلمة إدانة واحدة ضد أعدائنا. في لحظة الحقيقة، يفشلون في التغلب على السياسات التافهة والغرور الكبير. وبدلاً من القيام بالشيء الصحيح، والوقوف إلى جانب شعب إسرائيل وتشكيل جبهة موحدة ضد أعدائنا، اختاروا التزام الصمت. وكما نعلم فإن الصمت هو بمثابة الموافقة، لكن لا يهم حقًا. بدعمهم أو دونه – ستستمر إسرائيل في الانتصار”.

فسّر حزب الليكود الصمت على أنه دعم لمحاولة الاغتيال.

ب‌-موقف المعارضة

1.بني غانتس: رفض بني غانتس وتجنّب إدانة محاولة اغتيال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي نفذها حزب الله، مع توجيه انتقادات لنتنياهو مصرّحًا بأنه “في الوقت الذي يتم فيه إطلاق مئات الصواريخ على مواطني إسرائيل، يتم إطلاق الطائرات بدون طيار على منازل المواطنين ورموز الحكومة، وفي الوقت الذي يُقتل فيه مواطنون ويسقط جنود، رئيس الوزراء مشغول بنفسه وضريبة الأملاك”، داعيًا نتنياهو “للكف عن الانشغال بالإعلانات والتصريحات المصورة والمخجلة”، حسب وصفه، وأضاف في بيان: “لا يجوز جر دولة إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة – يجب زيادة معدل وشدة إطلاق النار في لبنان ويجب وضع أصول وأهداف دولة لبنان في بنك الأهداف، فهي تتحمل المسؤولية النهائية لأي إرهاب يخرج من أراضيها، ويجب الرد الفعال على إيران في أسرع وقت ممكن”.

2.في مقابلة مع لابيد: تعليقًا على محاولة استهداف نتنياهو، ركّز اهتمامه بتوعّد إيران بأن تدفع الثمن دون إدانة مباشرة وواضحة للحدث: “على إيران أن تعرف أنها ستدفع ثمن الصواريخ التي يطلقها حزب الله. إنه أمر خطير للغاية ولن نقف مكتوفي الأيدي عندما يحاولون القضاء على القيادة الإسرائيلية”.

3.أفيغدور ليبرمان: هو ممّن أدان محاولة الاغتيال بشكل واضح وصريح، حيث كتب على حسابه على تويتر: “الطائرة بدون طيار التي أطلقها اليوم حزب الله، بقيادة إيران، في محاولة لضرب رئيس الوزراء وفي إسرائيل، دليل آخر على أن النظام الإيراني ليس لديه خطوط حمراء، وأن هدفه المعلن هو تدمير “الكيان الاسرائيلي”.

وأضاف: “يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تطالب جميع الدول الديمقراطية بإدانة هذه المحاولة على الفور لإيذاء رئيس الوزراء وعائلته. هذا هو الوقت المناسب للتحرك وتحصيل ثمن باهظ من النظام الإيراني، بدءًا من المنشآت الاستراتيجية إلى القمة العسكرية والسياسية”.

تقييم

أ‌-قد يكون امتناع لابيد وغانتس، عن إدانة مباشرة وواضحة لمحاولة اغتيال نتنياهو، مقصودة من باب التعبير عن معارضتهم لبعض السياسات المنتهجة من قبل نتنياهو والضغط عليه، لا سيما في ظل إصرار لابيد على الوصول لتسوية وتحرير الأسرى كذلك غانتس الذي بدأ في الفترة الأخيرة يدعو لعدم إطالة أمد الحرب.

ب‌-نتنياهو هو المنافس والخصم الأول والأساسي لكل من الطرفين وبالتالي، محاولة اغتياله تشكّل فرصة للطرفين من أجل تحقيق المصالح السياسية لكليهما.

ت‌-ما يجمع لابيد وغانتس مع نتنياهو في هذه المرحلة هو المواقف الهجومية تجاه إيران.

ث‌-موجة الغضب التي عبّر عنها موقف حزب الليكود المنتقد لصمت المعارضة يأتي في الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو لتصوير الحرب الحالية على أنه “حرب وجودية” جامعة لليهود، ويدعو فيها بصورة دائمة للوحدة التي تمكّن من تحقيق النصر المزعوم، وبالتالي، يأتي هذا الصمت ليكشف من جديد حجم الخلافات الداخلية حتى أمام الخطر الشخصي الذي يهدّد القيادات.

ج‌-المصلحة الشخصية والسياسية هي التي ما زالت تحكم العلاقة بين الحكومة الاسرائيلية والمعارضة حتى في ظل الحرب والخطر المحدق بهم.

ح‌-يمتاز موقف ليبرمان عن غيره من أطراف المعارضة مستغلًا الحدث في سبيل توجيه التهديدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية انطلاقًا من توجهاته اليمينية.

 

الخنادق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com