مقالات

العدو في كماشة المقاومة

عبد الكريم محمد الوشلي
بمنطق الواقع والحاصل الفعلي والمشهود ميدانيا يدخل العدو الصهيوني بقيادة رأس عصابته الإجرامية الدموية نتنياهو وَحْلاً إستنزافيا مُميتا في لبنان لن يخرج منه سريعا ولن يتعافى منه أبدا على ضوء مايتكبده جيشه السفاح قاتل الأطفال والنساء من خسائر كبيرة أمام أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان-حزبُ الله الذين استعادوا زمام المبادرة على نحو سريع مذهل ومفاجئ للعدو ومُوَجِّهِه الأمريكي الكافل والحاضن.
بعد العمليات والضربات الغادرة الكبيرة والمؤلمة التي تعرض لها بدءا من ماجرى قبل نحو شهر أو ماعُرفت بمجزرة “البيجر” ثم ماتلاها من استهدافات طالت عددا من قياداته على رأسهم القائد الكبير السيد الشهيد حسن نصر الله، وهي الضربات التي لو وقعت على أكبر الدول في هذا العالم لأصابتها بموت سريري محتم، لكن حزب الله بإرثه الجهادي التنظيمي الراكز والثري وخلفيته العقائدية القرآنية والربانية الصلبة والمستنيرة تجاوز هذه المحنة ووقف على قدميه شامخا أبياً كعادته في وجه العدو الصهيوني الأمريكي وهجمته الفاشية المتغطرسة المأخوذة بما لديها من فائض قوة وإمكانات وكثافة نارية عدوانية متفوقة ونشوة خادعة متولدة عن مجازرها وجرائمها الدموية الغادرة تلك، والتي سرعان ماتبددت أمام ثبات واستبسال مجاهدي حزب الله الذي حولوا شدة ألمهم وتوجعهم على فقد تلك القيادات الغالية التي استهدفها الغدر الدموي للعدو إلى مواقد للعزم والثبات في وجه العدو بهذه الصورة التي نسفت حسابات العدو، وأقحمته وجيشَه المعتدي الجزار في منحدرٍ مُهلكٍ لاسابق له، ففي الأيام القليلة الماضية فقط،وعلى نحو لافت، توالت الأخبار والمشاهد ناقلة مايلحق بجيش العدو ووحدات نخبته التي تحاول منذ أسابيع عبثا التوغل في بعض بلدات الجنوب اللبناني المتاخمة لشمال فلسطين المحتلة، من خسائر مكبِّدة ومخازٍ ورزايا تكفَّل بنقلها إعلامُ العدو ذاته، رغم شدة الرقابة العسكرية عليه، متحدثا عن ماتعرض له جيشه في مثلث “عيتا الشعب-رامية-القوزح” على يد مجاهدي حزب الله والأعدادِ الكبيرة لمروحيات الجيش المعتدي التي لبثت الساعاتِ الطوال تستميت في نقل قتلاه ومصابيه -بالعشرات- إلى المستشفيات في أرجاء الكيان.
وكان اللافت-في الإطار- مانقلته القناة ال ١٤ العبرية من مشاهد لجنود العدو في منطقة “نتانيا” وهم يلوذون بملجئهم الوحيد قنواتِ الصرف الصحي لمعسكرهم! أثناء إمطاره بصليات البأس الحيدري لأبناء الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله في المقاومة الإسلامية، وهذه ،فحسب، بعض شواهد مأزق العدو الكبير في لبنان ودوالِّ تماسك وصلابة البنية العسكرية والقيادية لحزب الله ورباطةِ جأش مقاتليه الميامين الذين يُرهصون لوأد المشروع الشيطاني الذي يمنِّي العدو الصهيوني الأمريكي نفسَه مع طابور “التطبيع” والخيانة في المنطقة ، بل يدأبون لتمريره على وقع المجازر البشعة وعلى أشلاء أطفال لبنان وغزة وشعوب المنطقة ورسم ملامح الشرق الأوسط الجديد الذي يحلمون به، ويسعون بدأب محموم للوصول إليه كتتويج كارثي لمخططهم الإستئثاري الإستعبادي لهذه الشعوب بعمومها دون استثناء.
لكن الذي يجري عمليا بفضل الله هو على نقيض مخططاتهم تماما، فالمقاومة الإسلامية في لبنان التي تؤكد تقديراتُ الخبراء أنها ماتزال تتمتع ب ٨٠ في المئة من قدراتها العسكرية، تقول عمليا إن ملامح مستقبل منطقتنا هو ماترسمه زنود الأبطال الصامدين في “بِليدا ومارونِ الراس وغزة” بتلاحم تام مع جبهات الإسناد الجهادي المقاوم في اليمن والعراق وإيران وسواها، وليس مايدور في مخيلة بايدن ونتنياهو المريضة وخُدامِ أجنداتهم الشريرة في هذه المنطقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com