اخبار دولية وعربيةاخبار محليةالعرض في السلايدرالقضية الفلسطينية

محرقة جباليا متواصلة… على عين العالم

21 سبتمبر
على نحوٍ مغاير لكلّ العمليات العسكرية التي شنّها في مختلف مناطق قطاع غرة، لا يبحث العدو في مخيم جباليا عن المقاتلين ولا أنفاقهم أو سلاحهم، إنّما يتمركز في أكثر نقاط المخيم تحصيناً، حيث تخرج آلياته في منتصف الليل الحالك وهي تحمل البراميل المتفجّرة، لتزرعها في وسط الأحياء المأهولة بالسكان الصامدين، ثم تنسف المنازل على رؤوس سكانها، حاصدةً أرواح المئات. وعلى هذا النسق، تتواصل العملية العسكرية التي تطاول مخيم جباليا، ومدينتَي بيت لاهيا وبيت حانون، لليوم الـ14 على التوالي. أمّا في ساعات النهار، فتلاحق طائرات العدو كل مَن يتحرّك، وترتكب المجازر الكبرى في صفوف الأهالي والنازحين.

وظهر أمس، قصفت الطائرات المُسيّرة بثلاثة صواريخ مركز إيواء مدرسة «أبو حسين»، الذي نزح إليه الأهالي الذين نُسفت بيوتهم في وسط المخيم. اختار العدو وقت الظهيرة، وتحديداً اللحظة التي يوزَّع فيها الطعام على أكثر من 8000 نازح تكتظ بهم جدران وخيم وساحة المدرسة التابعة لـ»وكالة الغوث»، ونفّذ عدوانه، متسبّباً باستشهاد وإصابة نحو 180 نازحاً، معظمهم من النساء والأطفال. وأمام مشاهد الأشلاء وبركة الدماء، خرج بيان جيش العدو مدّعياً وجود «غرفة قيادة وسيطرة» تابعة للمقاومة في ساحة المركز المُستهدف.

أمّا في حي الفالوجا وبير النعجة غرب المخيم، فقد نفّذ العدو، أمس، عشرات عمليات النسف والتدمير الممنهج الذي يزحف يوماً بعد آخر، مستهدفاً مربعات سكنية جديدة. وظهرت تلك المنطقة في المشاهد التي يصوّرها الأهالي بهواتفهم، ساحة كبرى لا شيء فيها إلا أطلال المنازل. وفي مقابل ذلك، لم تُسجّل في شمال القطاع، حتى اليوم، أيّ حركة نزوح حقيقية، بل استغلّ مئات المواطنين هدوءاً استثنائياً طرأ على منطقة دوار أبو شرخ، وهي المنفذ الوحيد الذي يقود إلى المخيم، واقتحموا عباب الموت، عائدين إلى معقلهم المحاصَر.

هكذا، تشتد معركة الإرادات، في وقت يبدو فيه أن ثمة قراراً جمعيّاً بالبقاء في مواجهة الموت. لكن لا يظهر أن العدو في وارد التوقّف عن القتل؛ إذ إن ما يجري أقرب إلى عملية تطهير عرقي، هدفها تفريغ شمال القطاع بشكل متدرّج، وصولاً إلى تحويله إلى بقعة خراب لا مباني فيها ولا أحياء. وتلك مهمّة تجري بهدوء، وبأكبر قدر من الاقتصاد في نقاط الاشتباك والمواجهة مع المقاومة.

وعلى رغم تحصُّن العدو، استطاعت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ سلسلة من المهمّات القتالية في وسط المخيم، إذ أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها استهدفوا قوة راجلة بقذيفة «تي بي جي»، قبل أن يقوموا بالإجهاز على مَن تبقّى منها في حي القصاصيب وسط المخيم. كما أعلنت تفجير دبابتَي «ميركافا» والاشتباك مع قوة راجلة في حي التوام من مسافة صفر. كذلك، وزّع الإعلام العسكري التابع لـ»القسام» مشاهد لعملية تفجير عين نفق بقوة راجلة في حي الريان، شرق مدينة رفح.

الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com