اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرالقضية الفلسطينيةتقارير

كابوس «صواريخ الضفة» يتجدّد: المستوطنون أكثر قلقاً

21 سبتمبر

ما إن يتوارى كابوس إطلاق صواريخ من الضفة الغربية المحتلة على المستوطنات والمدن داخل «الخط الأخضر»، حتى يطلّ برأسه من جديد، مولّداً تحديّاً مزدوجاً للاحتلال وللمقاومة على السواء. وشهدت الضفة في السابق، وتحديداً مدينة جنين، محاولات عدّة لإطلاق قذائف صاروخية على المستوطنات القريبة منها، وهي محاولات عادت لتظهر من جديد، ولكن هذه المرّة في طولكرم. وذكرت مصادر إسرائيلية أن قوات الاحتلال عثرت على «نماذج لصواريخ» في طولكرم، فيما نقلت عن مصادر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قولها إنه كانت هناك محاولة، قبل أيام، من قبل عناصر في «الجهاد الإسلامي»، لإطلاق صاروخَين من تلة مرتفعة في طولكرم في اتجاه الأراضي المحتلة، ولكنها باءت بالفشل. إلا أن مصادر «القناة 11» أكدت أن «الصواريخ ليست بدائية، كالتي أطلقت على إسرائيل العام الماضي من جنين، إذ تذكّرنا بتلك التي أطلقت من غزة في اتّجاه المستوطنات المحيطة».وتمثل الضفة تحدّياً أمنياً كبيراً للاحتلال، ليس بسبب إمكاناتها العسكرية فحسب، وإنّما لموقع مدنها ومخيماتها الملاصقة للمستوطنات، فضلاً عن الاحتكاك المباشر واليومي مع الفلسطينيين فيها، والذي يشكّل في ذاته كابوساً بالنسبة إلى الإسرائيليين، علماً أن إطلاق صاروخ بدائي بمدى 8 إلى 10 كيلومترات، سينفجر في وسط مدينة نتانيا على سبيل المثال، وفي مدينة العفولة إذا ما أُطلق من جنين. ولا تزال ذاكرة الإسرائيليين حيّة حين يتعلّق الأمر بإطلاق الصواريخ من الضفة، حيث جرت المحاولة الأولى عام 1970، بإطلاق صاروخَي «كاتيوشا» من قرية بتير قرب القدس في اتجاه المدينة، ما تسبب في وقوع أضرار. وفي عام 1971، أُطلقت صواريخ من دير بلوط قرب رام الله تجاه «بتاح تكفا»، وأدت إلى مقتل 4 مستوطنات. وتجدّدت محاولات إنتاج صواريخ، مع بداية «انتفاضة الأقصى»، في جنين وطولكرم ونابلس، وهو ما دفع الاحتلال إلى إطلاق عملية «السور الواقي» لتدمير معامل لإنتاج صواريخ في نابلس كانت ستُنقل إلى محافظات أخرى. كما تم إحباط تصنيع صواريخ في اليامون من قِبَل خلية تابعة لـ«القسام» عام 2005، وأيضاً إحباط نقل 8 صواريخ أخرى في ذلك العام من نابلس إلى مناطق أخرى. ويشير تقييم أجهزة الأمن الفلسطينية، بحسب الإعلام الإسرائيلي، إلى أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ستصلان، بحسب معدّل تهريب الأسلحة الحالي، إلى القدرة على إطلاق الصواريخ من الضفة، في غضون سنة.

ودّع الفلسطينيون، أمس، ثلاثة شهداء في طولكرم وطوباس وقلنديا، انضمّوا إلى 8 آخرين استشهدوا قبلهم بساعات

وبالتوازي مع تعاظم القلق من سيناريو إطلاق الصواريخ، لا يزال الرعب من العبوات الناسفة يتّسع، شأنه شأن القلق من عمليات إطلاق النار على الشوارع الاستيطانية الالتفافية. وفي هذا الإطار، جاء تبنّي «كتائب القسام» كميناً ثلاثياً عبر تفجير عبوات ناسفة بقوّة إسرائيلية قرب مستوطنة المطلة المحاذية لمدينة جنين، حيث أصيب جنديان وضابط، وانسحب المقاومون بسلام، ليعمّق القلق الإسرائيلي من تطوّر إمكانات المقاومة في صناعة العبوات، التي قد تكون عنوان المرحلة المقبلة. كذلك، كشف تقرير لمراقب الدولة، متنياهو أنغلمان، عن ارتفاع في عمليات إطلاق النار على الطرق في الضفة الغربية، ما بين كانون الثاني 2022 وحزيران 2023، بنسبة 330%، مقارنة بالمدة نفسها ما بين عامَي 2019 و2021، وفقاً لما نقله موقع «كان». وأوضح التقرير أن ما بين 14% و57% من مهمّات حماية الطرق السريعة التي حدّدتها الوحدات الإقليمية لجيش الاحتلال، لم تُنفذ خلال هذه المدّة. أيضاً، أظهر استبيان موجّه إلى مستوطني الضفة، أن 60% منهم يشعرون بضعف الأمان على الطرق السريعة، بينما تعرّض 42% منهم لحوادث خطيرة، غالباً بسبب رشق المركبات بالحجارة. وبحسب تقرير مراقب الدولة، فإن هناك ثغرات في الهيئة الإسرائيلية للإطفاء والإنقاذ في ما يتعلّق بالتحقيق في الحرائق، حيث لم يتم التحقيق في 89% من الحرائق التي وقعت في السنوات الأخيرة.

وفي المقابل، يستمر التصعيد الإسرائيلي الميداني في الضفة، والذي يحصد يومياً مزيداً من الأرواح. إذ ودّع الفلسطينيون، أمس، ثلاثة شهداء في طولكرم وطوباس وقلنديا، انضمّوا إلى 8 آخرين استشهدوا قبلهم بساعات. وأظهر مقطع مصوّر من مدينة طوباس كيف قامت قوات خاصة إسرائيلية بإعدام أحد عناصر الضابطة الجمركية الذي كان حول مقرّ عمله، فقط لأنهم تفاجأوا بوجوده، بينما شهدت المدينة اشتباكات مسلحة عنيفة اعترف جيش الاحتلال بإصابة جندي فيها. وأشارت «القناة 14»، أمس، إلى أنه «تنفيذاً لقرار وزير الأمن، يوآف غالانت، باستهداف شمال الضفة، فإن الجيش بدأ بخلع القفازات»، مضيفةً أن «مدينة طولكرم أصبحت بؤرة للإرهاب في الأشهر الأخيرة، وقد بدأ الجيش العمل بشكل عدواني ضد كتائب حماس والجهاد الإسلامي هناك». ووفقاً للقناة، فإنه منذ عودة جيش الاحتلال إلى العمليات في الضفة، تم تنفيذ 83 عملية اغتيال من الجو، و57 هجوماً جويّاً بطائرات من دون طيار ومروحيات وطائرات مقاتلة، منذ السابع من أكتوبر. ونقلت عن مسؤول عسكري، قوله: «نحن في حملة للقضاء على المنظمات المسلحة في الضفة، وتحديداً في المخيمات… إن الواقع الذي كان يتجوّل فيه المسلحون بحرية في المخيمات قد انتهى. والعمليات ستستمر وتتطوّر من أجل إلحاق الأذى بهؤلاء الإرهابيين».

 

الاخبار

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com