اختبار جديد يحدد الإصابة بـ”تسمم الحمل”
21سبتمبر:
يمكن إجراء اختبار دم جديد في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (صفر إلى 13 أسبوعاً)، للمساعدة في تقييم خطر الإصابة بـ”تسمم الحمل”، (Preeclampsia) أحد مضاعفات الحمل المهددة للحياة، وفق ما أعلنت شركة “Labcorp”، اليوم الأربعاء، مشيرةً إلى أنّ هذا الاختبار هو الأول والوحيد من نوعه المتوفر في الولايات المتحدة، الذي يمكن استخدامه بين الأسبوعين 11 و14 من الحمل لتحديد خطر الإصابة بـ”تسمّم الحمل” قبل الأسبوع 34 من الحمل.
وبحسب ما ذكرت الكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG)، فإنّ هذا الاختبار الجديد لن يغيّر التوجيهات السريرية بشأن “تسمم الحمل”.
ورأى الدكتور كريستوفر زان، الرئيس التنفيذي المؤقت لـ”ACOG” ورئيس قسم الممارسة السريرية والمساواة والجودة الصحية في بيان، أنه “من غير الواضح حالياً مدى فائدة اختبار “LabCorp” في التنبؤ بدقة بمخاطر الإصابة بـتسمم الحمل، وما إذا كان مناسباً لجميع المرضى الحوامل”.
وقال زان: “قبل أن يتم استخدام اختبار الفحص بنجاح، يجب أن يكون هناك تدخل قائم على الأدلة إما لمنع المرض أو التقليل من أثره”، مضيفاً: “ليس لدينا حالياً أي بيانات حول كيفية تقليل خطر إصابة المريضة الحامل بتسمم الحمل من خلال فحص الدم في وقت مبكر من الحمل مقارنة بالعوامل السريرية”.
ما هو تسمّم الحمل.. وهل من علاج له؟
تسمم الحمل هو أحد مضاعفات الحمل، أعراضه: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات البروتين في البول، علامات أخرى لتلف الأعضاء.
تتطور الحالة عادةً بعد 20 أسبوعاً من الحمل، أي في الثلث الثاني من الحمل، وإذا تُركت من دون علاج، فقد تُصبح خطيرة أو مميتة لكل من الأم والطفل.
ما من علاج لتسمّم الحمل خارج نطاق ولادة الأم للطفل، لكن يمكن علاج بعض الحالات الشديدة بأدوية مثل الخافضة للضغط.
أمّا العوامل التي قد تُعرّض المرأة الحامل لخطر الإصابة بـ”تسمم الحمل”، فتشمل: أكبر من 35 عاماً، الحمل لأول مرة، المعاناة من السمنة المفرطة، وجود تاريخ عائلي من “تسمم الحمل”، الإصابة بمرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى، أمراض المناعة الذاتية، الحمل بتوأمين أو ثلاثة توائم، والخضوع للتخصيب في المختبر.
ما أهمية الفحص الجديد؟
وفقًا لشركة “Labcorp”، يكشف اختبار الفحص الجديد، عن ما يلي:
تقييم خطر إصابة أي مريضة بـ”تسمم الحمل” بحلول الأسبوع 34 من الحمل (الفصل الثالث من الحمل)،
تقييم شامل للمخاطر بحساسية تصل إلى 90% وخصوصية 90%. وتشير الحساسية إلى قدرة الاختبار على التحديد الدقيق لحالات الحمل المعرضة لخطر كبير، وتشير الخصوصية إلى القدرة على التحديد الدقيق لحالات الحمل غير المعرضة لخطر كبير.
يمكن للأطباء إطلاع المرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض على هذا الخيار، وطلب الاختبار، والحصول على النتائج في غضون أيام قليلة.
وفي هذا الإطار قال الدكتور بريان كافيني، كبير المسؤولين الطبيين والعلميين في شركة “لابكورب” إنّ “هذه أداة أخرى تُضاف إلى أدوات الأطباء في الولايات المتحدة وخارجها للمساعدة في تحقيق نتائج أفضل للأمهات”، لأنّ “معدّل الإصابة بتسمم الحمل في الولايات المتحدة يوازي 1 من كل 25 حالة حمل تقريباً، وهو أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأمهات.
أمل وسط خيارات محدودة
قبل إطلاق الاختبار الجديد، لم يكن بإمكان المرضى من النساء المعرضات للخطر فحص مخاطر الإصابة بـ”تسمم الحمل” إلا في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، إذا ظهرت عليهن الأعراض ودخلن المستشفى.
وقال الدكتور كافيني إنّ “اختبار الأشهر الثلاثة الأولى الجديد ليس اختباراً تشخيصياً، إنما أداة لتقييم المخاطر لتحديد ما إذا كانت المراة أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل أثناء الحمل الحالي”، مضيفاً أنّ “نتائج الفحص يمكن أن تؤدي إلى مجموعة كاملة من التغييرات الطفيفة في رعاية ما قبل الولادة، بناءً على نتائج أداة التنبؤ بالمخاطر هذه في وقت مبكر”.
قد تتضمن هذه التغييرات إجراء المزيد من زيارات الطبيب لمراقبة الحمل، وفحص ضغط الدم في المنزل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، والحرص على عدم إرهاق النفس أثناء ممارسة الرياضة أو في العمل، أو تناول جرعة منخفضة من الأسبرين، إذا أوصى الطبيب بذلك وقائياً.
وأوضح كافيني أنّ “ما لا يقل عن نصف حالات تسمم الحمل أو أكثر يمكن الوقاية منها في حال تمّ تحديدها بوقت مبكر من الحمل، فمن المرجح أن تكون المرأة قادرة على القيام بأمور تؤدي إلى حمل أكثر صحة، وولادة أفضل”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ اختبار الفحص الجديد تمّ تطويره مخبرياً (LDT)، لذلك لا يتطلب استخدامه، موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وكشف كافيني أنّ “شركة “Labcorp” تجري محادثات مع خطط التأمين الصحي لضمان إمكانية تغطية الاختبار”، وأنّ “سعر الفحص يبلغ حوالى 240 دولاراً.”