حماس تكذب ادعاءات أمريكا و”إسرائيل”.. المعركة لم تنته
21 سبتمبر:
في الايام الماضية، زعم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يقول إن حماس يمكن أن تستسلم في غزة والحرب ستنتهي، وبينما مر أكثر من شهرين على حرب النظام الصهيوني على غزة، قال بلينكن في حديث مع قناة سي إن إن الإخبارية: ليس من الواضح بعد كيف ستنتهي الحرب وإلى متى ستستمر، وقال: “لقد أجرينا هذه المحادثات مع إسرائيل بشأن الوقت المناسب وكذلك كيفية إجراء الحملة العسكرية، إسرائيل تتخذ هذه القرارات”، وزعم وزير الخارجية الأمريكي: “حماس ربما تتخذ القرارات أيضًا، وهذه المجموعة يمكن أن تلقي أسلحتها غدا، ويمكنه أن تستسلم وهذا الأمر سينتهي”، وحسب السلطات الفلسطينية، فقد استشهد حتى الآن 17700 فلسطيني نتيجة هجمات النظام الصهيوني على غزة، وتواصل حماس إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، ما أدى إلى تشريد ما يقرب من 85 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2،3 مليون نسمة، دون أي مكان آمن يذهبون إليه، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.
كذبة لم يصدقها سوى تل أبيب
تواصل الولايات المتحدة دعم جرائم الصهاينة، وقد استخدمت مؤخراً حق النقض ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في حين أيدته جميع الدول الأخرى في مجلس الأمن تقريباً، وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، من أعضاء حماس الاستسلام، واعتبر المرحلة الحالية من حرب غزة “بداية نهاية حماس” واعترف في الوقت نفسه بالحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل التدمير الكامل لهذه الجماعة.
وزعم نتنياهو رئيس كيان الاحتلال، استسلام العشرات من أعضاء حماس للجيش الإسرائيلي، وفي وقت سابق، قال قائد كبير في الجيش الإسرائيلي إن هناك دلائل في الأيام الأخيرة على سحق حماس في قطاع غزة، لكن أسباب حقيقة أسر الصهاينة لقوات حماس هي كذبة سنفندها، ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لأسرى في غزة، هناك أدلة على أن هؤلاء السجناء هم من سكان غزة العاديين، والادعاء باعتقال أعضاء حماس من قبل هذا النظام هو كذب محض.
ونشر جيش الكيان الصهيوني مؤخرًا صورًا تدعي وقوع قوات حماس في أيدي الجيش الإسرائيلي، ولم ينشر الجيش الإسرائيلي أي فيديو لعمليته أثناء اعتقال عناصر من حماس، الشيء الوحيد الذي تم نشره هو فيديو وصور الفلسطينيين العراة في شوارع غزة، وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، قال هاني المازون، رئيس الشؤون الإنسانية في وكالة الأمم المتحدة للاجئين وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة باسم “الأونروا”: أعرف معظم الأشخاص الموجودين في الصورة، وأضاف: “إنهم ليسوا سجناء ولا مقاتلين من حماس؛ إنهم ليسوا أسرى”، “إنهم مجرد مدنيين كانوا هناك مع عائلاتهم وحاولوا الهروب من هذا الوضع”.
ويقول المازون: “أنا في حيرة وصدمة عندما أرى والدي وأخي وصاحب متجر يتم إخراجهم من منزلهم واعتقالهم وهم من مقاتلي حماس”، وأضاف: “لقد جردوا أخي الذي يعاني من نوبة صرع، ووضعوه على الشاطئ في البرد، وأهانوه وأخذوا صورته، وعندما تعرفوا عليه وتبينوا أنه ليس من حماس أطلقوا سراحه”، وأعلن “رامي عبده” رئيس المجلس الأوروبي المتوسطي لحقوق الإنسان، عن وجود صحفي بين المعتقلين وكتب على حسابه الخاص: “من بين هؤلاء المعتقلين صديقي العزيز والصحفي المخضرم ضياء الكهوت”، طلبت منه أن أغادر بيت لاهيا وأتوجه إلى جنوب قطاع غزة، لكنه قال لي كيف أترك ندى وأمي العجوز، وطفلتها ندى معاقة وتحتاج إلى رعاية ومعدات خاصة للبقاء على قيد الحياة”.
وبالإضافة إلى التعرف على صحفي من بين السجناء، تعرف رامي عبده على عدد من اللاجئين وموظفي الأمم المتحدة وأدرج أسماءهم، ومن بين السجناء يمكن رؤية اثنين من موظفي الأمم المتحدة، وهو أمر يستحق الاهتمام أيضًا، ونشر الجيش الإسرائيلي مؤخرا مقطع فيديو يثبت ادعاءاته، الأمر الذي لاقى انتقادات من قبل مستخدمي الفضاء الإلكتروني، ويزعم النظام الصهيوني في هذا الفيديو أن قوات حماس سلمت أسلحتها، ورغم أن هؤلاء الأسرى قد تم تجريدهم من ملابسهم، إلا أنه يتم نزع سلاحهم بعد تجريدهم.
وعلق مستخدمون على هذا الفيديو: “هل نصدق أن إسرائيل جردت هؤلاء الرجال ولم تأخذ أسلحتهم؟”، أم إنهم يتوقعون منا أن نصدق أن أحد السجناء خبأ سلاحا بطريقة غبية وتعرفت عليه “إسرائيل” من خلف الحشد؟، وبالطبع، هذه ليست المرة الأولى التي يعامل فيها الصهاينة الفلسطينيين بهذه الطريقة، ووفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، فإن حوالي 98% من الفلسطينيين المسجونين في السجون الإسرائيلية (وقد تم تبادل بعضهم مؤخراً خلال وقف إطلاق النار) لم توجه إليهم أي تهم وتم سجنهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
معركة طويلة مع حماس
في الفترة الماضية، صرّح المحلل العسكري الإسرائيلي، يوآف زيتون، بأن جيش الاحتلال “يدرك أن تدمير حركة “حماس” في قطاع غزة لن يتم في غضون أشهر قليلة، نظرًا لاستعداداتها التي قامت بها على مدى السنوات الماضية”، وأكد زيتون أن الجيش “مندهش” من قوة وتسليح الحركة، وفي تحليل نُشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أشار زيتون إلى وجود مهلة ضمنية أمريكية للكيان لإنهاء الحرب “في نهاية ديسمبر الحالي أو حتى نهاية يناير المقبل، إذا تقدمت الأمور بشكل إيجابي، دون وقوع حدث مفاجئ يعرقل العمليات”.
وفي سياق متصل، يصر المسؤولون الإسرائيليون على استمرار الحرب، بهدف إنهاء حكم “حماس” الذي استمر لغزة منذ صيف عام 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تصرّ على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين لعقود، لكن الجيش الاسرائيلي يندهش كل يوم من مدى تقدم حماس، وهو جيش حقيقي تم تأسيسه على بعد 50 دقيقة من تل أبيب على مدى السنوات الماضية، وفي إلقاء الضوء على قدرات حماس في مواجهة الجيش الإسرائيلي، أشار محللون إلى وجود “مئات الآلاف من الأسلحة، بما في ذلك قذائف آر بي جي بمختلف أنواعها التي تُعتبر سلاحهم الرئيسي، ولديهم أيضًا قاذفات صواريخ متقدمة، وطائرات دون طيار متفجرة، وطائرات دون طيار هجومية تم إنتاجها كنسخة من طائرة Sky Rider دون طيار التابعة للجيش الإسرائيلي.
ويمتلك مقاتلو حماس تشكيلة واسعة من الأسلحة والتجهيزات، بما في ذلك الرشاشات، وبنادق الكلاشينكوف، وبنادق القنص من نوع دراغونوف، وأجهزة الاتصال المتقدمة، وعبوات ناسفة بمعايير وأحجام مختلفة، بالإضافة إلى كميات لا حصر لها من الأسلحة والقدرات العسكرية، وفيما يتعلق بالتوغل الشمالي للقطاع، فإن المعارك الشديدة في بيت حانون قد تشير إلى أن تحرير غزة من العدو سيتطلب وقتاً طويلاً، وأن هذا ليس المكان الذي تتواجد فيه أقوى قوات حماس، وفيما يتعلق بالمنطقة الشرقية لمدينة غزة، وتحديداً معركة الشجاعية، نقل مراقبون عبارات ضابط كبير في لواء النخبة “غولاني” يقولون فيها إن “حماس قد نشرت أقوى كتيبة لها هناك، حيث يرتبط المسلحون الذين وُلدوا ونشؤوا في هذا الحي بمكانه، ولن يهربوا.
ومن الناحية العملية، سيحتاجون إلى حوالي 6 أشهر لإبادة الشجاعية بالكامل، وفقًا لتصريحات الضابط، ومنذ يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت العصابات الإسرائيلية عملية توغل بري في شمال القطاع، امتدت لاحقاً إلى جنوبه، وسط مقاومة شرسة من “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى، ما أسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية مدمرة في قطاع غزة، حيث وصلت حصيلة الضحايا حتى مساء السبت إلى 17 ألفًا و700 شهيد، و48 ألفًا و780 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، تسببت الحملة في دمار هائل في البنية التحتية للمنطقة، وخلقت “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقًا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وردًا على “اعتداءات إسرائيلية يومية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت حركة “حماس” في السابع من أكتوبر الماضي هجومًا يعرف بـ “طوفان الأقصى”، استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وإصابة حوالي 5431، كما أسرت الحركة قرابة 239 شخصًا، خلال هدنة إنسانية استمرت لمدة 7 أيام حتى الأول من ديسمبر الجاري، في هذه الفترة، قامت “إسرائيل” بإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في إطار التسوية، مع استمرار الوضع التصاعدي، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وتستمر حركة “حماس” في مقاومتها، بينما يعيش الشعب الفلسطيني تحت حماية حقوقه ومقدساته.