هيئة الأوقاف تدشن المرحلة الرابعة من مشروعي “ويطعمون الطعام، إنما يعمر مساجد الله” بتكلفة 6 مليار ريال
21 سبتمبر|| صنعاء
دشن عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وجابر الوهباني، ورئيسا مجلسي الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور والقضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، المرحلة الرابعة من مشروعي “ويطعمون الطعام” و”إنما يعمر مساجد الله”، اللذين تنفذهما الهيئة العامة للأوقاف بتكلفة ستة مليارات ريال.
ويستهدف مشروع “ويطعمون الطعام” نحو 190 ألف مستفيد في مجالات متعددة منها توزيع السلال الغذائية للفقراء والمساكين، وأسر الشهداء، ودعم أنشطة خيرة تندرج تحت مقاصد الواقفين، علاوة على دعم الأيتام، وتوزيع كسوة العيد.
فيما يستهدف مشروع “إنما يعمر مساجد الله” 10 آلاف و200 مسجد، منها ما سيتم تزويدها بالخدمات الأساسية بما في ذلك الطاقة الشمسية وتوفير الفراش لأخرى، وتزويدها بمعدات النظافة، علاوة على إعادة ترميم البعض منها، والمساهمة في بناء وتجهيز مساجد جديدة، وغيرها من الأعمال في هذا المجال، إضافة إلى صرف إعاشة لثلاثة آلاف و500 من القائمين على المساجد.
وفي التدشين بارك عضو المجلس السياسي الوهباني، للجميع قدوم شهر رمضان المبارك الذي يأتي واليمن على مشارف العام التاسع من الصمود في وجه العدوان والحصار الأمريكي السعودي.
وأشار إلى أهمية تدشين الهيئة العامة للأوقاف لهذين المشروعين المتلازمين، الذي يهدف الأول لتعمير مساجد الله التي تغذي الأرواح والعقول، ويتمثل الثاني في تخفيف معاناة الفقراء والمساكين، في ظل المرحلة الراهنة التي يعاني فيها الشعب اليمني الكثير من الويلات ويتطلب الكثير من الاحتياجات.
ولفت إلى أن بعض هذه الاحتياجات أسس لها رجال عرفوا الله، ولم ينخدعوا بحب الدنيا، فتقربوا إلى الله بما أوقفوا من أموالهم.
واعتبر الهيئة والقائمين عليها رافدا أساسيا لأداء الواجبات الوقفية وصرف أموالها لما أوقفت له، وتسخيرها للمحتاجين والأيتام والجرحى.. مشددا على ضرورة القيام بهذه الأعمال خاصة في شهر رمضان المبارك وإيصالها لكل المحتاجين والمساكين.
ودعا الوهباني كل المقتدرين وأصحاب رؤوس الأموال إلى الاقتداء بالرجال المؤمنين الذين ينفقوا أموالهم ويؤدون واجبات الوقف التي تساعدهم في حل العديد من المشاكل والمعوقات.
وأشاد بجهود الهيئة العامة للأوقاف في تنفيذ هذه المشاريع التي دشنها فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال زيارته للهيئة، وأولاها اهتماما كبيرا لما لها من أهمية كبيرة تصب في صالح المجتمع.
بدوره توجه رئيس الوزراء بالشكر لفخامة الرئيس مهدي المشاط، وأعضاء المجلس السياسي الأعلى الذين يشرفون على أداء الحكومة والجهات التابعة لها ولقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وموجهاته الهامة المتصلة بالعناية بالشرائح الأكثر تضررا جراء العدوان والحصار وإعطاء الأولوية في الأنشطة الحكومية لخدمة الشعب اليمني والتخفيف من معاناته.
ولفت إلى أهمية مشاريع هيئة الأوقاف التي نقلت الوضع في هذا القطاع من الرؤى والأفكار إلى التطبيق والاقتراب من حياة الناس.. مؤكدا أن أي انتقادات من قبل العملاء والمرتزقة على نشاط الهيئة هي دليل على أن هذا العمل يصل إلى الناس ويساهم في سد احتياجاتهم.
وقال الدكتور بن حبتور” في الوقت الذي يتم فيه هنا صرف المليارات على البسطاء والمعوزين من أبناء هذا الشعب، نجد أن الطرف الموالي للعدوان ينفق مليارات الدولارات من أموال النفط والغاز دون وجود أي أثر لها على حياة شرائح الفقراء والمساكين والمعوزين في المحافظات والمناطق المحتلة”.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل بمختلف وزاراتها ومؤسساتها من أجل خدمة الشعب اليمني الذي تحمل معاناة كبيرة طيلة ثمان سنوات من العدوان والحصار، وانتصر في نهاية المطاف، وعلى الأعداء أن يستوعبوا حجم معاناة الشعب اليمني، وحجم التضحيات التي قدمها في سبيل الانتصار لوطنه وأمنه واستقلاله.
وقال ” ما يزال تحالف العدوان يمارس المماطلة والتسويف فيما يتعلق بالتزامات الهدنة التي ستكمل بعد أيام سنة كاملة، وعليهم أن يعوا ويستوعبوا قول قائد الثورة بأن شعبنا اليمني لديه خيارات للتعامل مع هذه المماطلة، وصبره لن يطول”.
وعبر رئيس الوزراء عن الشكر والتقدير للهيئة على جهودها طيلة الفترة الماضية وقيامها بما يلزم أن تقوم به تجاه المستهدفين من أبناء هذا الوطن.
وفي التدشين الذي حضره نائب رئيس مجلس الشورى محمد الدرة، ووزيرا الشباب والرياضة محمد المؤيدي، والدولة أحمد العليي، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن الأوقاف أمانة من الأمانات التي أمر الله أن تؤدى.
وبين أن الإسلام أقيم على أساس التراحم والتكافل الاجتماعي لغاية الحصول على الثواب.. لافتا إلى أنه عندما يحل التراحم بين الناس تحل رحمة الله، وإذا حلت رحمة الله أعانهم وهداهم ووفقهم وقضى حاجاتهم ونزلت عليهم بركات السماوات والأرض.
وأكد العلامة شرف الدين اعتزاز الجميع بمشروعي الهيئة في إطار توجهات الدولة وأصحاب القرار لإحياء هذه الشعائر والتكاليف الإلهية، وهذا يدل على شعورهم بالمسئولية الملقاة على عاتقهم، خاصة وأن الهيئة يتولاها أحد العلماء الذين لهم ارتباط وثيق بكتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشار إلى أن مشروع إحياء مساجد الله لابد أن يلتفت إليه الجميع ولاسيما مستأجر الأوقاف.. مبينا أن العلاقة بين مستأجر الأوقاف والهيئة، كالعلاقة بين الأجير والمؤجر، ولا يحق لهم التملك أو التصرف بأموال الوقف، كما لا يجوز الامتناع عن أداء إيجار الوقف المنصوص عليه في القانون مع مراعاة أحوال الفقراء والمساكين الذين يستأجرون لغرض السكن وليس لغرض الاستثمار.
وذكر أن نحو 20 بالمائة من المساجد لها أوقاف، فيما 80 بالمائة لا أوقاف لها مما يفاقم المسؤولية على هيئة الأوقاف لتلبية متطلبات كل هذه المساجد.
وقال :”إن على المستأجرين والمستثمرين أن يتقوا الله تعالى، وأن لا يمنعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، فالذين يمنعون مساجد الله كثيرون ومنهم الباسطون على أملاك الوقف، فهناك مباني بحاجة إلى إصلاح وبحاجة إلى رواتب للأئمة وللقائمين عليها”.
بدوره أكد رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي أهمية هذه المشاريع التي تعد من ثمار ثورة 21 سبتمبر، وتنفيذا لتوجيهات القيادة.. مشيرا إلى أنه ليس لهيئة الأوقاف أي مطامع شخصية كما فعل النظام السابق.
وقال ” إن الهيئة تشكل رافدا لعملية التكافل بين أبناء الشعب، وفتح آفاق واسعه لأعمال الخير التي تعتبر حسنة جارية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.
وبين أن الهيئة العامة للأوقاف تسعى إلى تحقيق مصارف الوقف ومصالح واحتياج المجتمع.. مؤكدا مضي الهيئة في تحقيق أهدافها من خلال اعتماد أحدث النظُم والبرامج الإلكترونية لتسيير أعمالها على مستوى الفروع والمحافظات والاهتمام ببناء الإنسان، ليكون العاملون في هذا المجال قدوة للآخرين.
وأشار العلامة الحوثي إلى أن تدشين المرحلة الرابعة من مشروعي “ويطعمون الطعام، وإنما يعمر مساجد الله” لم يكن معهودا في الحقب السابقة ولم نلحظ مثلها في أوقاف المرتزقة.. لافتا إلى أن هذا الإنجاز يحسب للهيئة ويعد شهادة لها.
وأكد المضي في تحقيق النجاح في مختلف الجوانب رغم ما يقوم به العدوان ومرتزقته من تشويه لهذه الإنجاز نتيجة إفلاسهم في خدمة المجتمع، وكونهم لم يقدموا سوى الخراب والفساد.
وأوضح رئيس الهيئة أن أموال الأوقاف كانت منهوبة بسبب النافذين الذين لم يسلموا ما لديهم من وقف.. مؤكدا التزام الهيئة في تطبيق وصايا الواقفين.
وأشاد بدعم ومساندة القيادة والحكومة للهيئة التي تسعى لأن تكون مشاريعها رافدا حقيقيا، خصوصا عندما تستعيد أموال الأوقاف التي لدى المتنفذين منذ عشرات السنين.
فيما أشاد سفر الصوفي مدير مكتب قائد الثورة بجهود الهيئة وما تنفذه من مشاريع خيرة.. لافتا إلى أن هذه الأعمال تعد من قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، من خلال تحمل مسؤولية الاهتمام بالأوقاف وإعانتها والحفاظ على أموال الأوقاف وإنفاقها في إطار مصارفها ومقاصدها.
ولفت إلى خطورة التفريط بأموال الوقف تنفيذا لموجهات قائد الثورة الذي أكد على أهمية القيام بالمسؤولية الدينية تجاه الوقف.. مشيدا بجهود الهيئة وما تنفذه من مشاريع خيرة.
تخلل التدشين الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، ونائب رئيس الهيئة العامة للأوقاف عبدالله علاو، ووكلاء الهيئة، عرض عن إنجازات الهيئة العامة للأوقاف منذ تأسيسها، والتعريف بمشروعي “ويطعمون الطعام” و”إنما يعمر مساجد الله” وأوبريت عن الأوقاف.