ماذا وراء التخبط في المواقف السعودية حيال الهدنة والعدوان على اليمن ؟
متابعات/ موقع المستقبل
– فيما اعتبره مراقبون وسياسيون تخبطا ومؤشرا على صراع بين مراكز قوى في الداخل السعودي تجاه تداعيات العدوان على اليمن نفى المتحدث باسم التحالف مستشار وزير الدفاع السعودي العميد احمد عسيري وفق تصريحات نشرتها قناة” العربية” السعودية ان يكون هناك مفاوضات مباشرة مع أي طرف في اليمن خارج الشرعية” مشيرا إلى أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت إلى التهدئة وان قوات التحالف استجابت لهذه الجهود وهناك تواصل مع اشخاص لم يحددهم من اجل ادخال المساعدات إلى القرى الحدودية اليمنية.
وجاءت تصريحات العسيري بعد ساعات من اعلان الرياض بيان نسب لقيادة التحالف أكد الترحيب باستمرار حالة التهدئة في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية على طريق الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216″ كما اعلن استعادة الرياض عسكري سعودي اسير يدعى جابر أسعد الكعبي وتسليم السعودية “سبعة يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية”.
وعلى الأرض تزامن صدور البيان الموقع باسم قيادة التحالف مع حال هدوء ساد اكثر جبهات الحرب الحدودية والذي عزته مصادر دولية ووثائق للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ إلى مفاوضات مباشرة أفضت إلى اتفاق حول هدنة دخلت حيز التنفيذ وتجلت ميدانيا في وقف الجيش واللجان الشعبية عملياتها العسكرية في العمق السعودي ووقف الجيش السعودي عملياته الحربية في المناطق اليمنية الحدودية وكذلك وقف الغارات على العاصمة صنعاء.
وكشفت تداعيات المواقف السعودية المعلنة عن تخبط مصحوب بخفة لدى النظام السعودي ومراكز قواه المتصارعة خصوصا بعدما أعلن الناطق باسم التحالف احمد عسيري عبر قناة ” العربية” أن قيادة التحالف هي من قررت الاستجابة لطلب التهدئة في المناطق الحدودية اليمنية السعودية والذي قدمته القبائل اليمنية في محافظة صعدة لضمان دخول المساعدات الانسانية المناطق اليمنية ،وكأن قوات تحالف العدوان الذي حشدت له الرياض 11 دولة كان ينتظر فقط أن يطالب ابناء صعدة من عسيري وقف العمليات العسكرية والغارات ! التي قتلت وشردت الآلاف من سكان صعدة مدى سنة من العدوان كما سجلت سلسلة من ابشع جرائم الابادة بحق المدنيين.
واثار جحم التضارب والتعارض في موافق النظام السعودي حيال هذا الملف اندهاش كثيرين خصوصا وقد كشف عمق الصراع الداخلي في البيت السعودي والذي ظهرت تجلياته في التوجهات التي تتبناها أطراف نافذة في النظام ا لسعودي نحو الهدنة على طريق انهاء الحرب التي تورطت فيها السعودية وكبدتها خسائر وتداعيات كبيرة، في مقابل مواقف متشددة تتبناها مراكز قوى أخرى نافذة في النظام السعودي تؤيد استمرار الحرب التي تقودها السعودية على اليمن.
لكن دوائر سياسية يمنية فسرت لـ”المستقبل” المواقف المتضاربة حيال ألازمة اليمنية بوجود انقسام في صفوف العائلة السعودية الحاكمة بين جناحي الحمائم والصقور مثل انعكاسا للمواقف الدولية المؤيدة والمناهضة لاستمرار العدوان السعودي على اليمن.
واعتبر هؤلاء مسارعة الناطق باسم التحالف العميد عسيري إلى نفي بيان كان المسؤول عن اصداره بعد ساعات قليلة ونفيه وجود مفاوضات مع اي طرف يمني خارج الشرعية ، ناتج عن ضغوط خارجية لم تكن متوقعة مُورست على النظام السعودي والتي أبدت خشيتها أن تؤدي خطوة التهدئة في حال مضت خارج الجهود الأممية والدولية زعزعة الثقة في السياسة الأميركية في منطقة الخليج بصورة عامة.
ويشير هؤلاء إلى مخاوف لدى النظام السعودي من مخاطر انهيار شامل لمرتزقة العدوان الذين تم تجنيدهم في الفترة الماضية في جبهات الحرب الداخلية، فضلا عما ستواجهه السعودية وأميركا في ضغوط دولية وإقليمية في حال تخليها الكامل عن الفريق المحيط بهادي وفريق عملاء الرياض في الحكومة المعترف بها دوليا والذين استخدمتهم ذريعة في عدوانها الوحشي على اليمن المستمر منذ حوالي سنة.