خسائر العدو تتضاعف والحماية مستمرة للساحل الغربي : إستراتيجية المواجهة العسكرية تقود العدوان لحرب إستنزافية طويلة الأمد
21 سبتمبر / تقرير
مسارات المعركة في مختلف الجبهات الميدانية تؤكد حقائق لطالما أكدها التاريخ وتناقلها المتابعون والمهتمون بالشأن اليمني عدا أولئك ممن أختاروا طريق المال السعودي لتحديد خياراتهم ومواقفهم وهو ما أنعكس سلباً على طبيعة تحليلاتهم وقراءتهم لما يحدث . فمجريات المشهد العسكري تدفع نحو القول إن الجيش واللجان الشعبية وأمام طبيعة المعركة وتفاوت حجم العتاد والقوة وغياب الغطاء الجوي تمكنوا من تغيير استراتيجية المواجهة لتغدو أكثر ديناميكية وإستجابة للمتغيرات وبما يدعم الصمود في مختلف الجبهات لفترة أطول بل ويحقق خسائر كبيرة في قوات العدو . بل إن إستراتيجية المواجهة أكدت صوابيتها بعد ما يقارب العام من الصمود أمام الآلة العسكرية المتعددة للعدوان الذي صار يمتلك الجو والبحر فيما الجيش واللجان الشعبية يقاتلون في البر غير أنهم أستطاعوا تجاوز المعايير العسكرية المألوفة ليصبح الجميع امام حالة إستثنائية قد لا تتكرر في مكان آخر . فالكثافة النيرانية وحداثة سلاح العدو وإمتلاكه أسلحة تتفوق بكثير على ما يمتلكه المقاتل اليمني ناهيك عن استخدامة الأسلحة الذكية والمحرمة في نفس الوقت كالصواريخ الموجهه والقنابل العنقودية والإرتجاجية وغيرها من الأنواع التي يتم تجريبها في اليمن . كل ذلك لم يحقق ما يريده العدوان بل إن التكتيكات القتالية للجيش واللجان الشعبية وإدراك طبيعة الجغرافيا وقبل ذلك قراءة أبعاد المعركة وميدان العمليات جعل المقاتل اليمني يجر العدوان لحرب إستنزافية طويلة وفق إستراتيجية الصبر وهو ما أدركته قيادة الثورة مبكراً وترجمته في رسم الخطط العسكرية للرد على العدوان . فأن يتم جر قوات العدوان والمرتزقة إلى مناطق تقلل من أخطار تدخل الطيران وتدفع العدوان إلى مضاعفة إستخدام ما يخصصه من ذخيرة قتالية متنوعة دون أن تحقق أهدافها ناهيك عن الخسائر في العتاد والأرواح فكل ذلك يؤكد أن الحرب الإستنزافية بدأت وأن قوات العدوان التي تباهت بإحتلال عدد من المحافظات بدأت تتعرض لخسائر فادحة دون أن تحقق أي تقدم جديد . إنها الإستراتيجية القديمة الجديدة للمقاتل اليمني الذي تمكن من دحر قوات الغزاة والمحتلين في مختلف المراحل التاريخية بعد إستدراج هذه القوات إلى مناطق العمق خاصة المناطق الجبلية أو السلسلة الجبلية الغربية والوسطى لليمن ولا يجيد التعاطي والتعامل مع هذه الطبيعة الجغرافية الصعبة إلا اليمني . ولهذا لا غرابة أن يجد الكثير وهم بصدد متابعة مجريات المعارك أن ما يخسرة العدوان في مختلف الجبهات اليوم أكثر بكثير مما كان يخسره عندما كانت المعارك في مناطق ساحلية أو حتى صحراوية . ويبقى أن نؤكد أن المقاتل اليمني في المعركة الحالية ضد الغزو بدا أكثر قوة وصلابة من أي معارك خاضها الأباء والأجداد ونقصد هنا الإستمرار والتمكن من حماية الساحل الغربي بشكل كامل وإمتلاك الأدوات الحقيقية للتعامل مع أي محاولات للغزو من جهة البحر وهذا ما لم يحدث في الغزو العثماني وقبله البرتغالي . ولهذا نجد أن المقاتل اليمني اليوم صار أكثر إدراكاً للتعامل مع مختلف المجريات بل ولم تكن وحدها الجغرافيا الداعم والسند في صد العدو بل وقبل كل ذلك الإرادة والعزيمة وهما المحركان الأساسيان لمسيرة الإنتصار الكبير ليمن الإيمان والحكمة .